الضرب والإيذاء النفسي ضحيته طفل يستنسخ سلوك معلمه!
باب: كيف أترك بصمة
الكاتبة: بسمة قموه
التاريخ: أبريل 8, 2024
هذه قصة تلميذ قام معلم الرياضيات بصفعه على خده لأنه نسي أن يحل الواجب في ذاك النهار. بعد أن انهى المرحلة المدرسية والتحق بالجامعة. لا يمكنه أن ينسى هذا الموقف الذي جعله يكره مادة الرياضيات طوال عمره. وعاني من هذا طوال مراحله الدراسية إضافة إلى رفضه الذهاب إلى المدرسة حينها لفترة من الوقت وخوفه الدائم من معلم هذه المادة الذي اقبل على فعل هذا السلوك معه .
قضية العنف أو الإيذاء النفسي لا تنحصر فقط في صورة صدورها من قبل أحد أفراد الأسرة. وان كانت هي الأكثر شيوعا، لكن هناك إيذاء يتعرض له الطلاب في المدارس، يتجسد في صورة الضرب الذي منع في المدارس كوسيلة كانت تتبع من قبل المعلمين ليحل مكانها إيذاء نفسي قد لا نعي خطورته. وقد يترك أثرا سلبياً على الطلاب طوال حياتهم التعليمية خاصة في المدارس .
وهذه تجربة أم لأربعة أطفال أصغرهم طفلة في الصف الثالث ابتدائي في إحدى المدارس الخاصة. تقول لم اصدق في البداية ما كانت تقوله لي ابنتي من أن المعلمة تقوم بتوجيه شتائم للطالبات ونعتهم بصفات ( كالغباء، والهبل ). وكانت ابنتي تقول لي أن من تخطيء في الصف تقوم المعلمة بعقابها من خلال إيقافها أمام الطالبات ونعتها بالطالبة الغبية التي عقلها ناقص .
لقد بدأت بتصديق ابنتي عندما شكت أكثر من أم باستخدام ألفاظ غير لائقة بالصف مع الطالبات. وعلمنا أن المعلمة تستخدم مثل هذه الألفاظ وألفاظ أخرى مثل ( اخرسي ) وانكسحي مكانك .
أن استخدام هذه الألفاظ وهذا الأسلوب مع طالبات بهذا العمر يعني إلحاق الأذى النفسي بهن وتعويدهن على مثل هذه الألفاظ. وهذا أمر مرفوض ويجب على إدارة المدارس أن تراقب جميع المعلمات في الصفوف .
ويعاني بعض الطلاب من كرهه لأحد المعلمين الذي يمارس الصراخ على الطلاب. واستخدام الألفاظ السيئة بحقهم مما يؤدي إلى تراجع أكاديمي في هذه المادة الذي يقدمها هذا المعلم بشكل ملحوظ . إن استخدام مثل هذه الألفاظ بحق هؤلاء الأطفال، هو عيب حقيقي ينتهج من قبل عدد من المعلمات أو المعلمين بحق أطفال أبرياء لأسباب ليست مقنعة كأن يكون الطالب غير مؤد لواجبه، أو أن يقوم باللعب بالصف. مشيرة إلى أن هناك وسائل كثيرة تربوية حديثة يمكن للمعلم أن ينتهجها مع الطالب كثير اللعب، أو وسائل عقاب تربوية إذا نسي أن يقوم بواجبه. من أهمها إخبار ولي أمر الطالب بهذا والالتقاء معهم قبل محاسبة الطالب لان الطالب في هذا العمر لا يكون مسؤولاً بشكل كبير عن واجباته المدرسية إنما يقوم بها بمساعدة مع أسرته.
أن استخدام ألفاظ سيئة في غرفة الصف أمر مرفوض تربويا، ونفسيا. ويلحق الضرر النفسي بالأطفال خصوصاً في سنوات دراستهم الأولى أي بالمرحلة الابتدائية . حيث أن الطفل في هذه المرحلة العمرية هو شديد التأثر بمن حوله، خصوصا بشخصية المعلم الذي يهابه. لكنه يحاول أن يقلده في كثر من الأحيان. ولهذا فكثيراً ما نرى الطالبة تقلد معلمتها في الصف، حتى أن كثيراً من الأهل يستطيعون معرفة سلوك المعلمة من خلال أطفالهم، وهذا يعني أن شخصية المعلم تلعب دورا كبيرا في حياة الطفل فان كانت شخصية سيئة وسلبية فهذا سينعكس على الطالب بالتأكيد. علاوة على كره المادة التي يقوم بتدريسها المعلم وهذا قد يرافقه في مرحله التعليمية الأخرى .
وتبين أن التعامل مع الطالب بالصف هو أهم بكثير من طرق التدريس.
لأن الطالب الذي ينعت بالغباء والهبل وتوجه له صفات غير لائقة فان هذا سيؤثر عليه وسيؤثر على تحصيله العلمي. حتى ولو كانت المعلمة من الطراز الأول في التدريس. وهناك أمثلة عديدة لطلاب كرهوا مواد معينة في المدرسة دون غيرها بسبب قسوة المعلم، أو إتباعه لأساليب سيئة في الصف. وهذا الكره رافقهم لسنوات عديدة حتى بعد التخرج من المدرسة. وأكدت أهمية متابعة المعلمين وطرق تعاملهم مع الطلاب في الصف وعدم إهمال أية ملاحظات تأتي من الأبناء بحجة أن خيالهم واسع. فالأطفال لا يعرفون الكذب ويستطيع الأهل إن يتأكدوا مما يقوله أطفالهم لا إن يتجاهلوا الموضوع مما يسمح لبعض المعلمين بالتمادي في أساليبهم الخاطئة وغير التربوية .
هذه القضية مرتبطة ارتباطا مباشرا بقضية العنف والإيذاء. فالطفل الذي يتعرض لمثل هذه الألفاظ وأساليب معينة في غرفة الصف لا يقل خطورته عن الطفل الذي يتعرض للقسوة من قبل أحد أفراد الأسرة.
فالعنف والإيذاء يتخذ أشكالا وصورا عديدة لكن النتائج جمعيها سلبية وتخلق أطفالا غير أسوياء، وأطفال يقلدون هذه الأساليب في المستقبل.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.