دكتاتورية الأهل
باب: كيف أترك بصمة
الكاتبة: بسمة قموه
التاريخ: فبراير 26, 2024
صرخات الصبايا: أهلي لا يريدون أن يسمعون! لا رأي فوق رأيهم! كل شيء ممنوع!
حقيقة هذا ما يحصل مع البعض عندما يكون الأهل من النوع المتسلط. الذي يعتبر أن التربية الصحيحة تحتاج إلى الصلابة والعنف، وأن التفريط بهيبة السيادة في البيت ستمحي شخصية الأهل أمام أولادهم.
بعض الممارسات التي قد تدل على أن الأهل متسلطون ومتزمتون:
- الاختيارات جميعها تخرج من قبلهم، سواء التخصصات الدراسية، أو اختيار شريك الحياة.
- صعوبة النقاش والحوار المبني على الاحترام والتعبير عن الذات.
- تسيير أبنائهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم القديمة.
وهذا ما ينتج عادة نتيجة لطبيعة التي تربى فيها الأهل، والمستوى التعليمي والثقافي لهم، واختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء بشكل كبير.
ذكرت الدكتورة فاطمة موسى – أستاذة الطب النفسي – أمورا ينبغي التنبه لها، وهي الفوارق بين الخصائص الجسمية الظاهرية للمراهقة – والتي تتسم بالنضج – والخصائص النفسية العقلية لها – التي لم يكتمل نضجها بعد . إذ تتسم سلوكياتها بالاندفاع ومحاولة إثبات الذات والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها. وتقلد أمها في جميع سلوكياتها، وهناك تذبذب وتردد في عواطفها؛ فعواطفها لم تنضج بعد، فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة. وتميل لتكوين صداقات، ويبدأ ما يسمى بقصص الحب، ومن هنا تحدث المشاكل؛ فالأم يجب أن تكون قريبة من ابنتها لكي تطلعها على كل ما يحدث لها ومن ثم تستطيع أن تقوم بدور الناصح. والأم يجب أن تتسم بالنصح والتفهم وسعة الأفق وتستوعب أي سلوك يصدر من ابنتها فلو أخطأت الابنة فلا داعي للعقاب الشديد المباشر حتى لا تنفر منها.
وقد ينتج عن هذا التزمت أمورا تزيده تعقيدا ويصبح المنزل ساحة نزاع وثورة. أو العكس صحيح تجد الفتاة نفسها خانعة مقموعة ووحيدة لا تجد من يساندها أو يأخذ بيدها. وقد تنقاد الفتاة إلى تبني بعض السلوكيات السلبية نتيجة للقمع والكبت الذي تعاني منه نتيجة تزمت الأهل وتربيتهم الصارمة. فتتجه إلى الصراخ، الشتم، السرقة، القسوة، الجدل العقيم، التورط في المشاكل، والضجر السريع، والتأفف من الاحتكاك بالناس، وتبرير التصرفات بأسباب واهية، والنفور من النصح، والتمادي في العناد.
فإذا وجدت في نفسك إحدى الصفات التي ذكرت سابقا، فهذا يدل أن تزمت الأهل قد بدأ بالتأثير السلبي على شخصيتك.
عليك فورا التعامل مع الموضوع باتباع الطرق التالية:
- اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الأهل، بحيث يكونا غير مشغولين، وأن يتحدثا جالسين.
- لا تستخدمي ألفاظاً قد تكون جارحة دون قصد، بل حافظي على الاحترام اللازم لهما
- اختاري الطرف الأقل تشددا إذا كنت بحاجة للحصول على موافقة في أمر ما.
- أعطي تفاصيل أكثر عن أمور حياتك لكي لا يحصل رفض للموقف كله. فربما تحصلي على موافقة على بعض التفاصيل الصغيرة.
- اختاري اختيارات صحيحة لكي يثقوا أهلك بك أكثر، ويخففوا من تزمتهم الذي قد يكون سببه أحيانا اختياراتك السريعة المرتكزة على العاطفة والاندفاع.
- عندما يرفض الأهل طلبك، حاولي أن تتقبلي بروح طيبة وتفهم. فهذا يزيد من ثقتهم بك وبرجاحة عقلك، وقد يغير موقفهم في المرة التالية.
- اعلمي أن التعامل مع الأهل المتزمتين ليس بهذه السهولة، والنتائج ليست سريعة دائما. لذلك ابدئي خطوة خطوة وتأني واصبري لكي تبني جسورا من الانفتاح بينك وبينهم.
ولكي تكسب الأم ود ابنتها تقول د. فاطمة: يجب أن يكون هناك تقارب بينهما وتبادل للرأي والمشورة؛ فتقدم الأم لابنتها الخبرات التي تعدها أماً للمستقبل ويجب أن تتعرف الأم صديقات ابنتها وأسرهن وتعطي للابنة قدراً من حرية الاختيار. وإذا حدث خلاف تتناقش معها بود وتقنعها بأسلوب منطقي وتشركها معها في الأعمال المنزلية وتشاركها في هوايتها.
وقد أكد علماء الاجتماع أنه كثيرا ما يساء فهم رسالة الأهل من قبل الأولاد. لأن التعبير عن الحب عند الكبار تختلف كثيرا من التعبير عند صغار السن، فالفتاة تحتاج إلى العاطفة بشكل كبير. وقد لا تعطي مجالا للعقل والمنطق أحيانا، أما الأهل فهم في مرحلة من النضج التي تجعلهم يروا ما بعد العاطفة. وهذا ما يجعل النظرة إلى الأمور الحياتية اليومية مختلفة بين الطرفين، مما يؤدي إلى الشعور بالظلم وعدم الإنصاف. ولكن أمامك تحدي كبير أن تجدي الوسيلة التي تعطي الأهل مكانتهم، وتمارسي حقك في الاختيار الصحيح لحياتك دون ضغط الأهل. وليختر الأهل ، والنهر، والتسفيه..
حاولا الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجاباتها “بنعم” أو “لا”، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة، وافسحا له مجالاً للتعبير عن نفسه، ، مثل: “كان هذا خطأ” أو “ألم أنبهك لهذا الأمر من قبل؟”.
من الأسباب الأخرى:
عصبية المراهق واندفاعه وحدة طباعه، وعناده، ورغبته في تحقيق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، وتوتره الدائم بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
ممارسة المراهق للسلوك المزعج، كعدم مراعاة الآداب العامة، والاعتداء على الناس. وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة، وقد يكون الإزعاج لفظياً أو عملياً أما مظاهر السلوك المزعج، فهي: نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة، واشتداد نزعة الاستقلال والتطلع إلى القيادة، وتعبير المراهق عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة