إعداد: بسمة قموة
إن كل صفة إيجابية في شخصية الفتاة هي ثروة تحتاج أن تحافظ عليها وتنميها ولا تترك الظروف والأيام تسرقها منها. فكم مرة سمعنا أناساً يقولون أن فلانة تغيرت، لقد كانت اجتماعية ومرحة. أما الآن فقد عصفت بها ظروف الحياة وسلبتها حيويتها، لماذا؟ هل هو الزواج ومتطلباته والحاجة إلى التأقلم مع العائلة الجديدة؟ أم هو ضياع فرصة الزواج والدخول في تعقيدات العنوسة التي يفرضها علينا مجتمعنا تجاه الفتاة غير المتزوجة باعتبارها حالة غير عادية بحاجة إلى عناية ومراقبة أكثر من الأهل والأخوة الذكور الذين ينظر إليهم المجتمع على أنهم مسئولون عن رعاية هذه الفتاة.
إن الزواج أو عدمه لا يضيف للشخصية أية إضافة إن لم تكن تمتلكها الفتاة من قبل. والفتاة الناجحة في المجتمع والتي لها بصمات في مجال العمل أو العائلة هي التي تمتلك الشخصية الإيجابية. فتعيش الحياة السعيدة تحت كل الظروف. ولا حدود لقدرات الفتاة غير المتزوجة على تنمية نفسها وذلك بسبب حرية الوقت والتفرغ والعلاقات الجيدة المثمرة والفرصة الأكبر للتعلم والتزود بمهارات جديدة والحصول على مركز أفضل سواء في العمل أو في العائلة.
إن الصراحة والثقة بالنفس تفتح لك الأبواب المغلقة في التعامل مع الآخرين وخصوصاً إذا صاحبها العطف والحنو. فهذا يشعر الناس بالارتياح بالتعامل معك بصدق فأنت أيضا بحاجة إلى علاقات صادقة لا تجلب لك المتاعب.
إن لكل حالة إيجابياتها وسلبياتها سواء للشابة المتزوجة أو غير المتزوجة. ولكن نحتاج أن نسلط الضوء على إيجابيات حياة الفتاة غير المتزوجة لا لكي ننقص من قيمة الزواج ولكن لنبعد شبح الرعب الذي وضعه مجتمعنا على عدم زواج الفتاة والذي يقيد الفتاة التي لم تجد بعد فرصة جيدة للزواج داخل سجن الخوف والقلق من المستقبل. وكل ما نريد أن نقوله هنا هو أن السعادة والنجاح ليسا مرتبطين بالزواج. فكم من زواج دمر أشخاصاً في بعض الأحيان ولم يضف لهم شيئاً إيجابياً. لذلك علينا الاختيار الصحيح من البداية فخير لك أن يفوتك القطار من أن يسحقك.