إعداد: المرأة العربية اليوم /عن القبس – بتصرف
ستمرّ بحياتك أوقات كثيرة ربما تشعرين فيها بالاضطراب والارتباك وقلّة الثقة بالنفس.. كل هذا ليس غريباً إنما هو في الواقع أمر طبيعي، حتى أكثر الناس براعة وثقة بالنفس قد تمرّ بهم لحظات خيبة أمل وإخفاق.. ربما يكون عملك محبطاً وأسرتك مثيرة للجنون ولا يسير أيّ شيء كما ينبغي، وربما تتساءلين بينك وبين نفسك: كيف أخرج من حالة الإحباط التي أعيشها؟
أنصحك بهذه الحالة ألا تلجئي إلى الصديقات أو الزوج، فلن يجيبوك إلا بما يزيدك حيرة ولعلّهم سيسألونك: ماذا تريدين بالضبط؟ لكن الاستياء والتذمر قد يكونان إشارة إيجابية على بلوغك مفترق طرق، وأنّ شيئاً ما في حياتك يجب أن يتغيّر.. سنعرض لك هنا ستّ رغبات تريد أن تحقّقها معظم نساء العالم والطرق لإنجازها.
السلبية في داخل كل منا وعبارات الإدانة جاهزة ودائمة الدوران في أذهاننا مما يسبب لنا الإحباط.. قد يكون ذلك بسبب الطريقة التي تعامل بها الوالدان معنا في طفولتنا أو بسبب بعض الصدمات أو الأحداث، وأفضل طرق علاج هذه الظاهرة هو التنبّه لحدوث هذا الانتقاد الذاتي والاستماع إلى نفسك في كل مرة تحبطك فيها. ناقشي تلك الأحكام التي تصدرينها على نفسك وحاولي قلب السحر على الساحر، وذلك بتحويل عبارات النقد السلبية إلى عبارات تشير إلى المواطن الإيجابية في تصرّفاتك.
علاقاتك بالآخرين مرآة لعلاقتك بذاتك، فإذا شعرت بالثقة والانطلاق وحبّ الغير، ستجذبين هذا الشعور من الآخرين. أما إذا تصرّفت كالضحية، فمن المحتمل أن يتعامل معك الآخرون باحترام أقلّ.. وما إن تصبحي أكثر إيجابية وتشجيعاً للآخرين حتى تتغير علاقتك بهم ككلّ وتصبح أفضل.
إنّ مفتاح الحماس هو الحبّ، فإذا لم تحبي أهدافك ستجدين صعوبة بالغة في التحمّس لها وسهولة شديدة في التملّص منها.. ابحثي في قائمة أهدافك البعيدة والقصيرة المدى وحدّدي مدى حبّك لكلّ منها، فما مدى حبك لممارسة السباحة أو تنجيد الأثاث؟ امنحي على سبيل المثال كلّ هدف معدّل حب (بالأرقام من 1-10)، فإذا حصل هدف ما على معدّل أقل من 10 فدعك منه، فأنت لا ترغبين فيه بالقدر الكافي.
كوني واقعية حيال أهدافك والتزمي فقط بالأهداف التي تعلمين أنك ستتابعينها حتى تنتهي منها، وواجهي الأمر فإذا لم تحبّي بشدة أن يكون جسدك في كامل لياقته فلا تتوقّعي من نفسك أن تذهبي إلى النادي الرياضي.. بمعنى آخر إنه إذا كانت لديك رغبة مُلِحّة لتحقيق شيء ما (مثلاً يجب أن تحصلي على وظيفة جديدة قبل أن تفقدك وظيفتك الحالية عقلك)، فستفعلين كلّ ما في وسعك كي تحصلي عليها.. إذن يجب أن تُخلصي للمهمة بكل قلبك كي تتحمّسي لها، فنصف قلب لن يفيدك.
حين تشعرين بالتهميش أو التجاهل، وحين تتساءلين إذا كنت تستحقين أن يستمع إليك الآخرون، فقد حان الوقت كي تدرّبي نفسك على توصيل صوتك الحقيقي. خصصي وقتاً للجلوس والتخيل، وضعي نفسك مرة أخرى في الموقف الذي شعرتِ أنّ أحداً لا يستمع إليك فيه، حتى لو شعرتِ بعدم الارتياح لذلك. ابحثي عما يمكنك قوله فيكون أكثر فاعلية، وكيف يجب أن تقوليه؟ ثقي بحدسك فأنتِ تعرفين الإجابات. تدرّبي على هذه الطريقة من آنٍ إلى آخر مع نفسك، ثم أمام الآخرين، وبالتدريج ستتغيّرين وسيستمع إليك الآخرون.
تعلّمي أن تقولي “لا”.. فالشخص الحازم هو الذي يستطيع تحقيق ما يريد لأنه لا يشعر أبداً بالذنب حيال رفض ما لا يرغب فيه على الرغم من صعوبة كلمة “لا”. أهمّ شيء في كلمة “لا” الحقيقية هو تخليصها من مشاعر الذنب، فعليك أن تكوني واضحة فيما تقولينه للآخرين، وأن تعملي ببطء حتى تصبحي قادرة على قول كلمة “لا” بأسلوب مقنع بلا شعور بالذنب.. اطلبي فسحة من الوقت للتفكير في الأمر وتحديد مشاعرك الحقيقية حيال الطلب، مما سيتيح لك فرصة البحث عن أسلوب لبق للرفض.. مثلاً يمكنك الرفض جزئياً: للأسف لا يمكنني فعل ذلك في الوقت الحاضر، ولكن قد أستطيع في الأسبوع القادم. وإذا طلبت منك إحداهن ما يفوق طاقتك، فعليك أن تشرحي لها مشاعرك بوضوح: آسفة لا أستطيع فعل ذلك، فلدي مشاغل كثيرة جداً في الوقت الحاضر. ستجدين أنّ نفسك الحازمة تقوى شيئاً فشيئاً، فبمجرد أن ترفضي أشياء لا تريدين أن تقومي بها ستقتربين خطوة من قول ما تعنيه لا. قلّلي من التفكير فيما قد يعتقده الآخرون وأكثري من التفكير فيما تعتقدينه أنت.
هذا شيء مهم، فإذا لم تخصّصي وقتاً لك وحدك، فكيف تتوقّعين من الآخرين أن يخصّصوه لك؟
إذا كنت قضيت حياتك وأنت تخدمين الآخرين وتفكرين فيما يرضيهم (كما تفعل معظم النساء) وأردت بعض الوقت للراحة، فقد يبدو ذلك سيئاً بل محظوراً. الطريقة الوحيدة لتخصيص هذا الوقت هي أن تبدئي منذ الآن باقتطاع خمس عشرة دقيقة فقط وجعلها جزءاً من جدولك اليومي.. جرّبي الذهاب إلى سريرك مبكّرة عن موعدك المعتاد بخمس عشرة دقيقة ثم اجلسي هادئة في غرفة نومك. أغلقي الباب ويا حبّذا لو أشعلتِ شمعة معطّرة تبعث على الاسترخاء، فالسرّ يكمن في التركيز على اللحظات التي تعيشينها، ولا تفكّري في أيّ شيء آخر، ولتصبح هذه عادتك فاقتطاع الوقت لنفسك يصبح أسهل كلّما جرّبته.. اعملي بالتدريج على تمديد الوقت حتى تخصّصي لنفسك يوماً في الأسبوع تخرجين فيه لممارسة رياضتك المفضّلة، وستندهشين من اعتياد أسرتك السريع على ذلك.. قوّي إرادتك بأن تردّدي على مسامع نفسك: “إنني أستحقّ بعض الوقت”.
هذا السؤال ليس سهلاً كما يبدو.. فالنساء عادة ما ينشغلن بمحاولة القيام بكل المهام والحصول على كل ما يمكنهنّ الحصول عليه، مما يفقدهنّ التبصّر بكينونتهنّ وما يردن من الحياة. من السهل إعداد قائمة من الاختيارات الملهِمة ولكن عادة ما تكمن الرغبات الحقيقية في العمق، جرّبي هذه التمارين التي قد تساعدك على تحديد أقوى رغباتك:
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.