إعداد : كارولين فاخوري
نقول دائمًا: “أريد أن أفعل شيئًا مختلفًا أو جديدًا في حياتي”، ونبدأ بالحديث بحماس غير مسبوق عن رغبتنا بفعل هذا أو ذاك. وتمضي الأيَّام وربما سنوات فيما نحن مستمرِّين بالحديث عن “الرَّغبة” في التَّغيير دون البدء بهذا الجديد.
إنْ وجدتِ نفسَكِ عالقة في هذه الدَّائرة المُفرَغَة من التَّمنِّي، فكلُّ ما عليكِ فعله هو طرح السُّؤال التَّالي على نفسِك: ما هي الخطوات العمليَّة الَّتي اتَّخذتُها لجعل هذه الرَّغبة واقعًا أعيشُه؟ يصدم هذا السُّؤال الكثيرين منَّا؛ إذ نعتقد بسذاجة -في غالب الأحيان- أنَّ مجرَّد الحديث عن الرَّغبة أو التَّعبير عن الأشواق أمر كافٍ وجدير بجعل التَّمني حقيقةً واقعيَّة.
الخطوة الأولى هي تحويل الحديث عن الأشواق إلى الحديث عن الإنجازات فيما يختَصُّ بهذه الأشواق، فماذا أفعل؟
أولى الخطوات هي تثقيف نفسِك حول هذا الأمر عن طريق معرفة المتطلَّبات الضَّروريَّة لتحقيق هذا الواقع الجديد، والوعي –بقدر المستطاع- بالنَّتائج المرجوَّة من هذا التَّغيير. ومن ثمَّ عليك بمعرفة نفسك عن طريق طرح أسئلة، مثل: هل أملكُ من المهارات ما يكفي لتحقيق هذا؟ وما هي نقاط القوَّة لديَّ والَّتي ستُفيدني في تحقيق هذا؟ وما هي نقاط الضَّعف الَّتي أحتاج إلى التَّمَرُّن من أجل التَّغلُّب عليها؟ إنَّ معرفة الجوانب الَّتي تحتاجين إلى تعزيزها في شخصِيَّتِك، ومعرفَتِك، وموارِدِك، ومهاراتِك أمر أساسيٌّ لإنجاز الأشواق وجعلها قابلة للتَّحقيق.
تقييمُك المنطقيُّ لما سبق أمر أساسيٌّ من أجل التَّطبيق العمليِّ. بالإضافة إلى الوعي بأنَّ الإنجاز ليس كلمة سحريَّة تقولينها فيكون ما أردتِ. إنَّ السِّلاح الَّذي تحتاجين إلى المُحافظة عليه خلال عمليَّة التَّنفيذ هو التَّصميم. فالإنجاز “عمليَّة” تنطوي على خطوات متعدِّدة، قد ينجح بعضُها وقد يفشل بعضها الآخر، وقد تصيبين النَّجاح من المرَّة الأولى. أو قد تتعثَّرين، أو تفشلين في تنفيذ إحدى الخطوات المطلوبة، عندها عليكِ باستخدام سلاحِك؛ أي المُثابرة بقدر ما تحتاجين إلى تكرار التَّجربة -مرَّة تلو الأخرى- إلى أن تحصلي على نتيجة تُرضيكِ.