إعداد: كارولين فاخوري
بداية جديدة! عبارة نتداولها كثيرًا في بداية كلِّ عام، فها هو عام جديد قد أزف مشكِّلًا فرصة نتدارك فيها أخطاء العام الماضي أو أيَّ ذكرى فشلٍ مرَرنا بها؛ محاولين إصلاح حال أمرنا بطريقة أو بأخرى.
نبدأ بالتَّفكير والإعداد لمخطَّطات كثيرة والإعلان بثقة عن النَّتائج المُذهلة الَّتي سنجني حصادَ غلَّتها في ظرف أيَّام أو أسابيع أو شهور قليلة. تملؤنا الثِّقة والإقدام والإصرار لتحقيق ما لم نحقِّقه في الماضي مغلِّفين ثقتنا العمياء بإنجازنا بكلمات مُبهرة تُثير غرائز المُثابرة والعزم فينا.
لكن يغافلنا واقع أنَّ جوهر الإنجاز الَّذي نتحدَّاه يمثّل لذهننا الباطن تجربة فاشلة بسبب الماضي. الأمر الَّذي يُضفي رنَّة خفيَّة في أصواتنا -أثناء إعلان البداية- أنَّ ما هذا سوى إعلان بداية النِّهاية، بداية الفشل، نهاية التَّحدِّي! والأمر المؤسف أنَّ الكثيرات منَّا يقعن ضحيَّة الفشل حتى قبل أن يبدأن بالتَّنفيذ. فتطول عمليَّة التَّسويف (سوف أبدأ، سأعمل، سأنجز، سأحقِّق) دون بدء واقع التَّنفيذ.