إعداد: بسمة قموه
عن بوابة المرأة – بتصرف
من البديهيات التي لا يختلف فيها اثنان، أن الغاية من الحياة الجنسية بين الزوجين هي في المقام الأول المحافظة على بقاء النوع وإعمار الكون. لكن هل يقتصر دور الجنس على بقاء الأنواع؟
حتى هذه الناحية لم تسلم من حلقات البحث العلمي، وتشكيل اللجان التي تضم عدداً من كبار العلماء والباحثين الجامعيين. وقد قام فريق من هؤلاء مؤخراً بدراسة استقصوا فيها أنماط الحياة لدى عدد من الأشخاص رجالاً ونساء، وأجروا العديد من الأبحاث بشأن هذه الأنماط الحياتية. وعندما تطرق البحث إلى موضوع الممارسات الجنسية لأولئك الأشخاص وعدد ونوع هذه الممارسات، خلصوا إلى استنتاج قالوا فيه: أن المزيد من الجنس يعني مزيداً من السعادة. والشيء الذي كان مبعث دهشة هنا، هو أن مقدار السعادة المنوطة بالجنس لا تتعلق بمقدار الاستمتاع به، وإنما بتعدد أسباب السعادة فيه. فالبهجة التي يحصل عليها الزوجان أثناء اللقاء الجنسي هي عظيمة الارتباط بالحافز الطبيعي الكامن في بنية كل حي للحفاظ على استمرار الحياة. ولكن السعادة تتجاوز هذا الهدف ولا تتعلق فقط بمتطلبات التطور الحياتي، وقد خلصوا إلى القول إن للجنس فائدة عظيمة للصحة الجسمية والعقلية أيضاً.
من الناحية الصحية:
دلت الدراسات على أن الجنس قد يعمل على تقليل احتمالات الإصابة بسرطان البروستات لدى الرجال، وسرطان الثدي لدى النساء (والرجال في حالات نادرة). كذلك يعمل الجنس على تقوية حصانة الجسم وتخفيف الإحساس بالشدة والضغط العاطفي وحرق 108سعرة حرارية خلال نصف ساعة.
التحكم في نوعية المعاشرة الجنسية: الزوجان الغارقان في مشاكل تنشئة الصغار وتنظيف بيت الزوجية وترتيبه والوفاء بمقتضيات العمل، قد تضيع لديهما أهمية الجنس بالنسبة للحياة. فالسبب الحافز للجنس موجود على الدوام تقريباً، لكن كيف يمكن إيجاد الطريقة لممارسته؟ هذه هي المسألة.
النوع أهم من العدد:
من الحقائق التي استخلصها الأخصائيون هي أن نوع الممارسة الجنسية لا عدد مراتها هو الشيء المهم، فالقضية ليست قضية كثرة، وإنما قضية كيفية الاستمتاع بالجنس والظروف المحيطة به، إذ أن المتعة كما يراها أحدهم ربما يعتبرها شخص آخر محنة رهيبة.. ولهذا السبب فإن معرفة الشخص لما يريد أو يكره يمكن أن تقضي على الحاجز الذي يحول دون استمتاعه بحياته الجنسية. وهنا لا مكان لشيء يقال له (جنس عادي). إن من الأسهل على الرجل بلوغ مرحلة الرعشة الجنسية، التي يزعم أنها تستطيع زيادة إنتاج الجسم لخلاياه المناعية. أما الرعشة النسوية فما تزال في معظم حالاتها لغزاً مستعصياً على علماء الجنس، وعلى كثير من الرجال.
الرتابة:
قد يقع الزوجان أحياناً فريسة شيء قاتل وهو الرتابة والأداء الميكانيكي الصرف.. هنا لا بد لهما من الابتكار. ومن أهم المبتكرات التي تشكل مكوناً أساسياً للحياة الجنسية الصحية بين الزوجين هو التعبير الكلامي، أي أن على كل من الزوجين أن يذكر الطرف الآخر بسعادته بالحياة معه. إن النساء أحياناً يجدن صعوبة في التعبير عن رغباتهن تفوق بالطبع الصعوبة التي قد يلقاها الرجل – هذا إذا كان يلقى صعوبة. ولكن توجه المرأة برغباتها ومشاكلها الجنسية لزوجها، يعمل على تقوية أواصر المودة بينهما. إن موضوع العلاقة الجنسية بين الزوجين يحتاج لمعرفة وإلمام بحاجات الآخر، حيث أن وظيفة كل طرف هي إرضاء وإشباع رغبات الآخر بكل رضى وقبول، وإلا لأصبح الجنس وسيلة للأنانية والكراهية بين الطرفين، ولهذا فإن الثقافة الجنسية الصحيحة والسليمة التي يستطيع أن يحصل عليها الزوجان من مكان موثوق به تساعد في نمو العلاقة واستمرارها بشكل لائق يضمن نجاحها في تقوية الروابط بين الزوجين وحصولهما على السعادة المرجوة.