إعداد: مرام زريقات
في العالم قديمًا كنت تعرفين أطراً سياسية ربما تكون واضحة ربما تكون هادفة ربما تكون مدمرة لكنه كان لديك على الأقل بعض الأطر المعينة التي تستطيعين من خلالها أن تحددي هدفك ورأيك السياسي وأين أنت، على سبيل المثال لا الحصر كنت تعلمين ان هناك حرباً باردة بين معسكرين كبيرين. ترين الآن العالم يتخبط في سياسات كثيرة غير واضحة لم تعد هناك أية منظومة معينة تستطيعين أن تستنبطي منها أطراً واضحة لتحكمي بنزاهتها او العكس (صحيح أن السياسة كاذبة).
ولكن هناك خوفاً وإنذاراً شديدين ربما يكون أعتى من حرب عالمية ثالثة اصبح يدخل في جسم العالم البشري وينذر بتفجيره. ونشعر أننا اقتربنا على شفير الهاوية من تلك السياسات التي انعكست على كل مفاهيمنا الاجتماعية والثقافية والسياسية وحتى المنزلية وجميع الأيدولوجيات الموجودة. فأصبحنا نخاف حتى من الطقس والطبيعة التي تتخبط.
لم يعد هناك شيء ثابت (الطبيعة تئن من كثرة شر الساكنين عليها). فأصبحنا نحتاج إلى كتاب آخر ليس أسمه “العالم يحترق” ولكن العالم أصبح ينتج رمادا يذرى على العيون ويعميها ويسير كالأخطبوط في طريق الهاوية- وهذا يذكرنا بقرب سقوط بابل- أصبحنا قريبين من تلك النهاية لأنه يوجد حرب باردة أخرى أفرخت مخفية بين معسكرين سيقضيان ربما على العالم.
فلننتبه لئلا تستشري هذه السياسات في بيوتنا المسيحية ولا نكون مستعدين أكثر لمجيئه ونصبح نتخبط في سياسات تربوية خطيرة لا نعيرها أهمية. لكن ربما تكون ثعالب صغيرة مفسدة للكروم في أن نطلق لأولادنا حريات غريبة على مجتمعنا أو بالأخص مرجعيتها ليست كتابية. لنعد إلى سفر الأمثال ففيه تجدين القاعدة الرئيسية في تربية أولادك.