إعداد: نبيلة توفيق
آية التأمل: “انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن فتشرب من النهر.. وكان بعد مدة من الزمان أن النهر يبس..” (ملوك الأول 4:17،7).
لقد لمسنا إخلاص إيليا في خدمته للرب وهو يقف وحيدا في مواجهة آخاب وإيزابيل.. وكان إخلاصه في تسليمه لله يهزنا ويتحدانا, فقد أرسله الله للمواجهة.. ورفض الملك الكلمات السماوية, إلا أن إيليا فضل أن يواصل خدمته, وقد تكلف في سبيل هذا القرار اختبار عزلته.. ووعد الرب أن يهتم به فيشرب من النهر وتعوله الغربان بالخبز واللحم صباحا ومساء.. وما لبث أن جف النهر بعد زمن لأنه لم يهطل مطر.. فهل يعني هذا أن الرب تخلى عن وعده لإيليا!
لاشك أن إيليا أمام هذا الموقف صارع مثلنا مع مشاعره وأمامه علامات استفهام “ماذا يعني هذا يا رب!” إن جفاف النهر يعني الحرمان من بركات تعودنا عليها أو آمالا كبيرة تعلقنا بها.. وسنوات طويلة انتظرنا أمامها.. فإذ الكل سراب.. ونظن لحظتها أن الطرق الوعرة والألم الذي نواجهه معاكس لمواعيد الرب.. وتظلل علينا غيمة تنسينا يد الرب القوية المرافقة في الرحب والضيق.. وكم أغلق بابا ليفتح أمامنا أبواب وقادنا إلى بركات أعمق.. فلدى الرب دائما موارد أعظم لا ندركها إلا من خلال علاقتنا الحميمة مع شخصه.
نعم سيدي.. كيف يساورني شعور الوحدة وأنت معي ويمينك دائما في يدي.. علمني أن أسمع همساتك لقلبي عندما أكون على حافة الهزيمة.. فإنها لحظات النصرة العظيمة.. ماأروعك إلهي.