إعداد: بسمة قموه
هل يوجد مكان للمجاملة بين الزوجين؟ وهل هذا الوضع صحي؟ تحتاج جميع العلاقات الإنسانية إلى نوع وكم معين من المجاملة، والمجاملة هي تقديم الكلمة الطيبة والمشجعة بدل الكلمة السلبية والانتقاد. وهناك خط رفيع جدا بين المجاملة والكذب. وهنا تقع مسئولية الشخص المجامل أن يذكر الحق ويمدح الصفة الموجودة في الآخر أو مدح العمل الذي يعمله بالفعل. وليس اختلاق أمور وهمية غير موجودة للمدح فيها وخداع الطرف الآخر بأنه يملك شيئاً هو في الحقيقة لا يملكه، فقط من باب المجاملة الخادعة التي تهدف إلى التقرب من هذا الشخص.
ماذا عن المجاملة بين الأزواج؟
هناك عدة آراء متخالفة حول هذا الموضوع، وقد عرضنا هذا السؤال على بعض المتزوجين لنعرف مدى الحاجة إلى المجاملة بين الأزواج، أم أنها تشكل خطرا على العلاقة؟
قال أحد الأزواج! إن المجاملة وسيلة مضمونة النتائج، فإذا سألتني زوجتي عن رأيي في طريقة لباسها وتصفيف شعرها أجد نفسي أقوم بالثناء على ذوقها. حتى لا أجرح مشاعرها وهذا ما يبقي العلاقة بيننا سليمة ومتوافقة. وقال آخر أنه عندما لا يجاملها في المدح بطريقة طهيها للطعام تغضب وتثور وهذا ما يجعله يمدح طعامها دائما لتشجيعها على الطهي. ويقول أن الأيام كفيلة بتعليمها أكثر. وهذا النوع من المجاملة بين الأزواج يضفي جوا من السعادة على المنزل.
أما النوع الآخر من الناس الذين لا يشجعون المجاملة بين الأزواج، فكان عذرهم أن كثرة المجاملة هي نوع من الكذب يحرم الطرف الآخر من التقدم والتطور نحو الأفضل. بل أخطر من ذلك يتعود الشخص الذي يجامل على عدم قول الحقيقة والتعود على الكذب والنفاق وهذا ما لا يحتاجه أي زوجين في حياتهم الزوجية، بل ويعرضها للدمار. وهذا النوع من البشر الذي يصل إلى التطرف في إعلان رأية بصراحة تامة دون أي مراعاة لشعور الشخص المقابل يجد نفسه في كثير من الأحيان خاسرا كبيرا لقناة التواصل مع شريك الحياة ومع أفراد عائلته لأن المثل الشعبي يقول (الكلام الحلو يخرج الأفعى من جحرها).
تحتاج العلاقات كما ذكرنا إلى رقة في الكلام وإلى الإيجابية في القول حتى ولو كان الكلام يحمل نوعاً من العتاب أو الانتقاد.
فالطريقة التي يقال بها والوداعة هي المفتاح الذي يفتح باب الحوار ويصل القنوات بين الأزواج. ويفضل أن يلجأ الأزواج إلى بعض المجاملات التي تعبر عن المحبة والتقدير كمدح مظهر الشريك أو عمل ما قام به أو إنجاز معين ونجاح. وهذا ليس بالنفاق بل هو نوع من ذكر محاسن الآخر بطريقة تؤثر فعلا في مشاعره وتزيد العلاقة الزوجية متانة وترابط ومحبة.
وقد ذكر الكتاب المقدس أن المحبة تستر كثرة من العيوب. ولسنا بحاجة إلى ذكر عيوب الشخص كلما تكلمنا معه، بل إن الكلام اللين يصرف الغضب، وبكل الصدق والأمانة نستطيع أن نكون مجاملين ولكن في الحق وبكل لطف.