إعداد: بسمة قموه
نادرا ما نشهد في مجتمعاتنا جلسة تجمع الزوجين بعد خصام، ولم يعتد الكثير من الأزواج والزوجات على تصفية الخلافات الزوجية من خلال جلسة تفاهم متعقلة وموضوعية، فيها يتبادلان الاعتذارات.
إن الاعتذار ينتصر في النهاية ويطفئ نار الغضب، ويغلق الأبواب أمام العتاب والنقد والتجريح المستمر، والاعتذار أفضل وسيلة لتحجيم أي مشكلة. وجلب الراحة للطرفين بأقصر الطرق، أما المكابرة والعناد والاستمرار في الدفاع عن النفس والهجوم نحو الآخر ما هو إلا وقود نضعه على نار مشتعلة لا يزيدها إلا اشتعالا. ويؤدي بالتالي إلى حواجز نفسية بين الزوجين تضعف البناء الزوجي، وتدخل الملل على الحياة الزوجية، ولو علم الزوجين أن تفادي هذه المصائب يمكن أن تحقق بالاعتذار فقط، لتسابق كل منهما على التسامح والاعتذار، ليتم إنقاذ الزواج من الأنانية والعناد والكبرياء الذي ينخر عظام الزواج ويهدده بالفشل.
والسؤال هنا! هل يقلل الاعتذار من قيمة ومركز الإنسان؟ وهل هو علامة ضعف كما يعتقد الكثيرين؟ والجواب هو أن الاعتذار يحتاج لشخص قوي الشخصية، وله ثقة عالية في نفسه، ويدرك تماما أن الإنسان لا بد أن يخطأ ما دام يتكلم ويعمل، ويدرك أيضا أن الخطأ والاعتراف به لا يهدد قيمته ومركزه سواء في الأسرة أو في العمل، بل العكس هو الصحيح، إن من يعترف بخطئه ويقدم الاعتذار عنه، يكسب محبة واحترام الآخرين وتقديرهم له، وخصوصا داخل العائلة وبين الزوجين.
إن الزوجين الذين يسلكان بهذا التواضع والاعتراف بالخطأ لبعضهما البعض، إنما يعطيان مثلا صالحا وقويا لأبنائهم لكي يتنبوا مثل هذه العادة الجيدة التي ستكبر معهم، وتعينهم على إقامة علاقات صحيحة مع أهلهم ومع الآخرين. لأن الاعتذار يستحضر المسامحة والمسامحة تستحضر السلام والمحبة.