بقلم : ميراي عون
هذا ليس عنوانًا لرواية شعريَّة أو عاطفيَّة، ولكنَّه قد يكون عنوانًا لقصَّة جديدة تبدأينها اليوم. قصَّة نجاح من الممكن أن تكون قد بدأَت بفشل، قصَّة قد تكون بدايتها لا تشبه الأخريات مثيلاتها.
ذات يوم، وأنا متوجِّهة في المواصلات إلى مكان العمل. وضعتُ إطارَ هاتفي بشكل معكوس، ما ظننتُه بعدها أن الزِّرَّ الخاصَّ بالصَّوت لن يعمل بسبب انعكاس الإطار. ولكنَّني أدركتُ بعدها أنَّ الزِّرَّ ما زال يعمل رغم انعكاس الإطار.
ما أريد إيصالَه لكِ هوَ أنَّ الإطار الخارجيَّ لا يعكس دائمًا المضمون.
إنَّ الموجود بداخلِكِ يمكن أن يكون جميلًا وفعَّالاً أكثر جدًّاًّ مما تعتقدين. إنَّ ما يظهر إلى الخارج أي العلن ليس بالضَّرورة أن يكون الصُّورة النِّهائية والحقيقيَّة. وهذا ما يحاول إبليس فعله بشكل دائم، ومع الأغلبيَّة، وخاصَّة مع الأشخاص الفعَّالين. فهو يستخدم المحيط والمجتمع وأقرب النَّاس الَّذين يشكِّلون تأثيرًا كبيرًا على حياتنا في مراحل عدَّة؛ ليوهِمَنا بأنًّ واقعَنا يقول إنَّنا لسنا مؤثِّرات، وأن لا شيءَ سينجَح، وأنَّ الخارج والظَّاهر يقولان: مستحيل.
تذكري أنَّ المستحيل عند النَّاس مُستطاع عند الله، مَن سيعرفُكِ مثل خالِقكِ وجابِلكِ؟ في الحقيقة، لا أحدَ، حتَّى أنتِ لا تعرفين بعد كلَّ ما وضعَهُ القدير داخلَكِ، حتَّى تكتشفي بنفسِكِ.
عزيزتي القارئة، أشجِّعُكِ اليوم أن تقلِبي الإطار لو -سمَحتِ- ولا تقولي غدًا.
أقلِبيهِ اليوم، واجعَلي اليوم تاريخًا يكتُبُ قصَّة نجاحٍ جديدة يمكن أن تكون أوَّل قصَّة نجاحٍ لكِ. أمَّا إذا لم تستطيعي أن تقلبيه، فاعلَمي أنَّ ما بداخله أثمن بكثير. واعمَلي يومًا بيوم بجدٍّ وكِفاح حتى لو اضطَرَرتِ أن تعمَلي في غرفة لا يراكِ فيها أحد. ثِقي واعلَمي أنَّ الَّذي وضع داخلَكِ كلَّ تلك الأشياء الثَّمينَة سيُزيل الإطار يومًا ما ليقول: انظروا ما أجمل هذا الإناء الَّذي صنَعتُه!
أختي العزيزة، كوني كالخزف بين يدَيه، وقولي له اليوم: أيُّها الخزَّاف العظيم. عُد واصنَعنِي من جديد، وتذكَّري أنَّ مُحاولة واحدة قادرة أن تقلب المعادلة، ولربَّما تقلِبُ تاريخَ حياتِكِ والآخرين.