اشتياق من نوع خاص

إعداد: نهى حتر عبود

جاءني يوماً يخبرني أنه مسافر وسيُطيل السفر . لم أعاند أو أمانع فالفرصة قد جاءت لأستردّ بعضاً من حريتي التي ذهبت ولأعيش حياتي كما يحلو لي.

ودّعته بالمطار وذهبت مسرعة إلى البيت، أسرعتُ بفتح النوافذ، فهو يحبها دائماً مغلقة. جلستُ قبالة التلفاز وأنا أشعر بنشوة الانتصار أنني لن أشاهد الأخبار أو  مباراة كرة قدم، فقط أشاهد ما أريده من برامجَ ومسلسلات.

لم أعد أخرج كثيراً من المنزل إلا لشراء ما أحتاجه حتى الهاتف لم ألمسه. غيّرتُ أسلوب حياتي كلّه، هو يحب الناس ويحب الخروج كثيراً ويريدني دائماً برفقته، فتوقّفتُ عن عمل أيِّ شيء كنا نعمله معاً.

أريد أن أعيش حرّيتي وحرّيتي فقط. زادت أعباء العمل في البيت كثيراً، تعبتُ فأنا موظّفة وأولادي ما زالوا صغاراً.

بعد مضيّ أسبوعين أو أكثر بدأت أشعر بالتعب والإحباط والملل، فقد اكتشفتُ كم كان معيناً لي في البيت ومع الأولاد. بدأت أشعر بالوحدة والاشتياق. ما هذه المشاعر التي تنتابني؟ ألستُ أنا من تريد الحرية؟

لا لم أعد أريد تلك الحرية المزيَّفة التي كنتُ أعتقد أنني فقدتُها. صرتُ أتذكّر كلّ الأشياء التي كنّا نعملها معاً. الزيارات، المناوشات التي كانت تدور بيننا، كوب النسكافيه صباحاً…

يا حبيبي، أريد أن أقول لك: تعال… تعال بسرعة، فقد اشتقتُ إليك وإلى الاخبار وإلى الرياضة وإلى المناوشات الصغيرة. تعالَ لنزور مَن تشاء من الناس، لن أقول لك لا…

أعترفُ لك يا حبيبي أنّ حرّيّتي هي أن أحبك وأن أكمل حياتي معك.