من يرمي الشباك؟

إعداد: بسمة قموه

قد يتبادر لذهنك الآن أننا نتكلم عن الصيد وعن البحر والشباك.. ولكننا فعلا نحن نتكلم عن صيد من نوع آخر، إنه الصيد الذي يتم بين البشر وبالتحديد بين الجنسين. فمنذ بداية التاريخ والرجل يحاول أن يرمي شباكه ليوقع بالمرأة التي يرغب بها. والعجيب في الأمر أن الطيور والحيوانات تمارس بالفطرة نفس الشيء، حيث يختال الذكر أمام أنثى الطير لكي يقنعها بنفسه ويرميها بشباكه ليحصل عليها شريكة له.. ولكن كيف يمكن أن تتحول الأمور وتصبح الفتاة هي التي تختال وتسعى لكي ترمي الشاب بشباكها لتحصل عليه. هناك مقولة مشهورة أن الفتاة هي التي تختار أولا، ومن ثم يجد الرجل نفسه مبادرا في التحرك العملي والطلب نتيجة لإيماءاتها المبطنة.

إن الدور النمطي الذي يفرضه المجتمع على الفتاة. بحيث لا يمكن لها أن تبادر وتختار، ويحدد حريتها في إطار من القهر الذكوري، يجعلها تلجأ إلى استعمال أساليب ملتوية غير مباشرة لتحقيق رغباتها. من خلال الهامش الضيق لحريتها. والإيحاء للرجل بأنه هو المبادر في مثل هذه العلاقة.

هذه بعض التحذيرات من التورط في أمور قد تكون نتيجتها وخيمة على الفتاة وخصوصا الراغبة في الزواج وتأسيس عائلة:

إن اختيار شريك الحياة لا يأتي بالتخطيط الجيد أو المحاولات الذكية. ولكن يأتي بالتعقل والالتزام الأخلاقي تجاه النفس وتجاه الآخرين، فعندما تتصرف الفتاة بحسب طبيعتها وبدون رياء أو مغالاة في إظهار الذات، وعندما تسلك في أخلاقيات واقعية تعيشها بأمانة، لا بد وأن تجد من يقدر هذه الشخصية ويسعى لكي يقترب منها، وخصوصا في مجتمع لا يقدر فيه الرجل مبادرات المرأة في الحب والزواج. مما يجعلها عرضة للرفض والإهانة. فليس من الصعب على المرأة أن توقع برجل ما. ولكن الصعوبة تأتي من المعاناة التي ستعيشها بعد الزواج لأن المرأة تحب الرجل الذي أحبها وتمسك بها وقرر الزواج بها دون أن تبذل هي أي جهد أو ترمي له أي شبكة مهما كان الطعم الموجود داخلها.