عندما نتحدث عن اساءات الماضي فإننا نشبهها بجروح النفس التي تسبب ألم وتؤثر علينا بدرجات متفاوتة وطرق مختلفة. ولذلك فاننا نحتاج ان نتعامل ونعالج الجرح حتى لا يؤثر علينا وعلى حياتنا بطريقة غير مرغوبة. العلاج هنا ليس ان نلغي او نغير ما حدث، فهو ماضي لا يمكن تغييره، لكن الشفاء متعلق بالتعامل مع تأثير ما حدث علينا: على حياتنا، على ادراكنا لأنفسنا، للأخرين وللحياة بشكل عام.
وكما هو الحال في جروح الجسم فان جزء أساسي من الشفاء هو الكشف عن الجرح وتعقيمه ووضع الدواء. كذلك هو الحال في اساءات وجروح الماضي، فنحن نحتاج الى الكشف عن هذه الاساءات والتحدث عنها والسماح لأنفسنا بالتعامل مع المشاعر المرتبطة بهذه الإساءة. ذلك قد يكون مؤلم لذلك فمن الأفضل ان يتم بمساعدة ودعم شخص آخر، قد يكون صديق او فرد من افراد العائلة أو أخصائي نفسي ، المهم ان يكون موثوق ولديه المعرفة والمهارة اللازمة. فاطلب المساعدة والدعم فذلك أساسي. إن تجنب التعامل مع الجروح وتركها للوقت فقط قد يزيد تأثيرها علينا ويصعبه. ولكن أحيانا يكون الانسان غير مستعد للبدء في هذه الرحلة التي تحتاج لوقت وجهد وشجاعة. فاعط نفسك الوقت لتستعد وتمشي الرحلة ولا تفقد الامل. ان التعامل مع النفس بطريقة صحية متعاطفة هو أيضا جزء أساسي في التعامل مع الجروح ويساعد في عملية الشفاء. فاعتني بنفسك و اهتم بها.