جعلت الرب ملجأي

إعداد: ناهده قعوار

آية التأمل: جعلت بالسيد الرب ملجإي لأخبر بكل صنائعك” (مزمور 73: 28) 

في هذه الأيام الصعبة التي تكثر فيها الحروب والقلاقل نجد العالم في حيرة. وما أكثر الذين يبحثون عن ملاجئ ليحتموا بها من أخطار الطبيعة الغاضبة والحروب والغدر. لكن وللأسف فإن من يبحث عن ملجأ في هذه الأرض لن يجد الحماية الأبدية، إلا إذا التجأ إلى الملجأ الحصين المنيع الذي يحميه في وقت الخطر والضيق وهجوم العدوّ، بل وحتى من أخطار الطبيعة القاسية والمشاكل والمخاصمات والأمراض. هذا هو الملجأ الذي احتمى فيه داود النبي واختبر أمنه فاعترف قائلا: “لأنك كنت ملجأ لي، برج قوة من وجه العدو” (مزمور 61: 3)  وأيضا عندما قال: “بظل جناحيك أحتمي” (مزمور 57: 1) فهو يشبه الرب بالدجاجة التي تحمي فراخها تحت جناحيها ولن تتخلى عنهم إلا إذا ماتت. كما وفي وقت حاجته صلى للرب قائلا: “كن لي صخرة ملجأ أدخله دائما” (مزمور 71: 3).

عرف داود أهمية سلام الله لذلك أراد أن يدخل ملجأه في جميع ظروف حياته لأنه وجد فيه الراحة والأمان. وكان ينسى الخطر المحيط به بغيابه عن أنظار العدو. وكان يثق بأن الرب ملجأه على الدوام يعطيه القوة والنصرة والسلام. هذا أيضا حدث معه عندما سمع جليات الجبار يعير شعب الله فواجهه بقوله: أنت تأتيني بسيف ورمح وأما أنا فأتقدم باسم رب الجنود. تسلح والتجأ إلى من أعطاه النصرة والجرأة ليرفع اسم إلهه. لذلك مكتوب “اسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق ويتمنع” (أمثال 18: 10) ليس داود وحده من اختبر اللجوء للرب، بل الكثير من الرجال والنساء ممن أن فشلوا من العالم ولم يجدوا إلا الرب يسوع، الله الذي هو صخر الدهور. 

نذكر نازفة الدم التي أنفقت كل معيشتها للأطباء لمدة 12 سنة وبعد أن فشلت من الشفاء التجأت إلى ذلك الطبيب الذي لم تجد مثله. لقد عانت الكثير وأخيرا وجدت شفاءها وسلامها في ذلك الملجأ. وكانت قد اعترفت بحاجتها له أمام الجموع. هذا أيضا ما اختبره آساف لذلك قال: “جعلت بالسيد الرب ملجأي لأخبر بكل صنائعك” ..إن الله لن يخذل أحدا ممن يلجئون إليه. 

عزيزتي، هل التجأت يوما لتحتمي في مكان آمن أو بشخص ما ظنا منك أنه الملجأ لمعاناتك ولكنك فشلت في مسعاك؟ لما لا تجعلين السيد الرب ملجأ لك؟ جربيه وأخبري بكل صنائعه. هو لن يخذلك ولن يفشلك، بل سيعطيك السلام والأمان والراحة. اختبريه كما اختبره الكثيرون وأخبري بسلامه وأمانته. فأنت لن تجدي الراحة التي تنشدينها في مكان آخر. لأن راحته وسلامه إلى الأبد. وهو الملجأ إلى دهر الدهور. 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.