بركة النسيان

إعداد: نبيلة توفيق

آية التأمل: “ودعا يوسف اسم البكر منسى قائلا لأن الله أنساني كل تعبي وكل بيت أبي” (تكوين 41 :51).

لاشك أن النسيان والشفاء من جروح الماضي يمثل أعظم بركة في حياة الإنسان.. فيوسف الشاب التقي الخاضع لمشيئة الرب والذي طاردته الآلام والمصاعب في مواقف كثيرة بحياته, يصير بركة في كل مكان يجتازه.. ففي بيت فوطيفار يقول الكتاب: “رأى سيده أن الرب معه وأن كل ما يصنعه تنجحه يده فوكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له”.. وكذلك كان يوسف بركة في أرض مصر وبسببه أنقذ الله مصر وكل البلاد المحيطة بها من الموت جوعاً.. 

لقد اجتاز يوسف مواقف كثيرة مؤلمة من القسوة والظلم كانت أكبر من سنوات عمره الصغير.. لكننا رأينا خضوعه الكامل لمشيئة الرب, ورأينا أيضا يد القدير تعوض عن السنين التي أكلها الجراد وتسدل ستائر النسيان لتفصل بينه وبين الماضي ببركات لا تعد ولا تحصى, ولم يحاول يوسف يوما رفع الستار ليلقي نظرة على آلام الماضي ويجلس يجتر أحزانه، بل كان يرفع عينيه نحو بركات القدير, وكانت أول بركة نالها هي نسيان الماضي حتى أنه دعا اسم وليده البكر منسى لأن الله أنساه كل أتعابه. 

عزيزتي.. ضعي نفسك اليوم تحت يدي الجراح العظيم لينزع منك كل مرارة وألم ويمنحك الغفران وبركة النسيان.. فما أروعها اللمسات الإلهية الشافية التي تبرئ جراحات الماضي وتجدد الذهن من كل ما علق به من آلام الماضي.

“لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك، بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة وبإحسان أبدي أرحمك، قال وليك الرب” (أشعيا 54: 7-8).  


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.