إعداد: مريانا هنديلة
كثيرا ما دائما نجري هنا وهناك.. نسير ونحن غير عارفين إلى أين نذهب؟ نتخبط يمينا وشمالا. وغالبا نحب أشخاصا وبكل وجداننا وكياننا.. نوجه أنظارنا نحوهم ونضع آمالنا عليهم ونعطيهم من الحب والوقت والمصداقية والأمانة ما لا نعطي نصفه بل حتى عشره أو أقل من ذلك لمن جبلنا وخلقنا وحبنا للمنتهى! فنصدم ونطعن وننزف دموعا ودما وألما ونعتصر حزنا ووجعا ممن أحببناهم. فيغدو حبيب اليوم عدو الغد، فنستيقظ من كل هذا مجروحين متألمين لنعود نشكو ونتذمر إلى إلهنا قائلين له كيف؟ أو لماذا؟ ومتى؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة.. فيتكلم إلينا ربنا عبر كلمته الصادقة الحقيقية بأنه “إن كنا غير أمناء فهو يبقى أمينا لن يقدر أن ينكر نفسه” (2 تيموثاوس 2: 13).
نعم هو كذلك أمين أبدي أزلي، وأمانته لنا نابعة من ومصدرها طبيعته الغير متغيرة والتي ليس بها ظل دوران، إنها أمانته الغير مشروطة الثابتة والمتاحة لنا بكل ما بنا من سلبيات وعيوب، ومتوفرة لنا في كل الظروف والأوقات والأزمنة، إنها لا تباع عند أي شخص ولا توجد لدى أي إنسان، وللأسف كثيرا ما ننسى تلك الأمانة التي تسطع بنورها الذي يفوق نور الشمس بكثير.
إن الألم ليس إلا بعدم تثبيت نظرنا عليها دائما. إننا لا نتجه إليها إلا في ضعفنا وفشلنا وجروحنا فقط، ولكن عندما نكون أقوياء، ناجحين، ومشفين ننساها ونتجاهلها ونرفع عنها عيوننا، لنثبتها على من لا يستحق أن نثبت عيوننا عليه سواء أشخاص أو مراكز أو شهوات أو مناصب.
ليتنا نتعلم أن أمانة الله الأبدية هي بكل جدارة وعن استحقاق تستحق منا تكريسا أكثر ونثبت دوافعنا وعيوننا وشوق قلبنا أكثر عليها. ليتنا نحسب كل شيء نفاية فعلا، ونضع محبته وأمانته دائما نصب أعيننا وأمامنا، فيشدو ويسبح لها القلب.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.