إعداد: بسمة قموه
يظهر عادة عنف الرجل أكثر في جميع المجتمعات لما يمتاز به من قوة عضلية وتميز في بنيته. ولذلك نجد أن الرجل عندما يستعمل إحدى يديه على جسد أي شخص سواء كانت زوجته أو طفله يترك أثراً واضحاً بطبيعة الحال وهذا بسبب القوة الجسدية.
وقد أكدت الدراسات والأبحاث أن أكثر ضحايا العنف هم من النساء والأطفال، وقلة من الرجال. وذلك لأن الرجل يستطيع أن يدافع عن نفسه في معظم الأحيان. وداخل الأسرة كونه رب هذه الأسرة، ويتمتع بالاستقلال منذ نعومة أظفاره وخصوصاً في مرحلة الشباب. فهو إذاً يستطيع أن يوقف العنف الواقع عليه من الآخرين. وعكس ذلك ما يحصل مع الطفل والمرأة التي تجد نفسها عاجزة عن الدفاع عن نفسها وخصوصاً أمام هجمات الأشخاص المقربين لها سواء كان الوالد أو الأخ أو الزوج. وذلك لأنّ الخضوع والاحترام والخوف تتمازج سوياً لتكبّل يديّ هذه المرأة وفمها فلا تستطيع أن ترفع الظلم عن نفسها إلا نادراً وبمساعدة الآخرين.
ولكن ماذا عن عنف المرأة؟
هل فكرت يوماً بالعنف اللفظي والنفسي الذي قد تمارسه المرأة حين لا تستطيع أن تدفع الظلم الواقع عليها. فتتجه فوراً إلى تنفيس هذا الغضب على من هم أضعف منها جسدياً واجتماعياً. فقد نجد أن المرأة تتجه في عنفها إلى الخادمة، أو الأولاد، أو إلى مُسِنٍّ يقيم معها في نفس البيت. وقد تتألم المرأة نتيجة عدم سيطرتها على مشاعرها وتوجيه الإساءة إلى أطفالها سواء كانت لفظية أو عاطفية. أو الضرب مثلاً وإهمال المسن أحياناً، ولكن هذا ما تجد نفسها تعاني منه ولا تعرف له سبباً. فيصبح أسلوب حياة يتأصل فيها مع مرور الأيام ليصبح جزءاً من شخصيتها، ويصحّ فيها القول إنها امرأة قاسية وعنيفة.
إنّ عنف المرأة يصيب عائلتها دون أن يترك بصمات جسدية ولكنه يترك بصماته النفسية. حيث أن الأم مصدر للحنان والتشجيع والعطف، وأي خلل في أداء هذه المهمة تجاه أطفالها يسبب عواقب على المجتمع ككل، ويفرز أجيالاً معنفة وهي بذلك تميل للعنف دون أن تعي لذلك.
اكتشفي نفسك الآن، ولا تعالجي الخطأ بالخطأ، بل أوقفي العنف عن نفسك حتى تستطيعي أن تقدمي المحبة للآخرين.