إعداد: ميكال حدّاد
معروف عنّا كنساء أنّه إحنا عاطفيّات، منتأثَّر بسرعة ومنبكي بأوقات ما بيفهمها الرجال. ممكن مثلًا خطيبِك يشوف عيونِك مدمعات وإنتِ عم تحضَري مشهَد مؤثِّر، ويتساءل: “شو صار؟ معقول عم تبكي عشان فيلم؟” بس أنا وإنتِ منعرَف ليش منبكي مرّات؛ الدموع بالنِّسبة إلنا بتعبِّرعن أفكار وكلمات مش قادرين نقولها. أحيانًا، الدموع بتكون لغتنا الّي منفهمها ومنحكيها لمّا يتطلَّب الظَّرف. مثلًا، عمره حدا سألِك: “في إشي زاعجِك؟” ودموعِك كانت الجواب؟ أو مرَّة كُنتِ حزينة لدرجة أنِّك مش قادرة تصلّي، فصِرتِ تبكي؟
الحقيقة أنّه عبر التّاريخ، دموع نساء كتار سببَّت تغيير جذري في مسار حياتهم وحياة الي حواليهم.
مذكور بالإنجيل قصّة أرملة كانت رايحة مع جمع كبير حتى تدفن ابنها الوحيد، وعلى الأرجح كان ابنها السَّبب الوحيد الّي عايشة عشانه بعدما توفّى زوجها، وبهداك الوقت مرّ الرَّب يسوع المسيح من نفس الطريق وشافها عم تبكي، ومن دون ما حدا يطلب منّه، توجّه عند الأرملة وقلها: “لا تبكي! لا تبكي!” أنا متأكدة أنها سمعت هالكلمتين من ناس كتار، لكن الوحيد الّي كان بيقدر فعلًا يغيِّر مجرى الأحداث ويعطيها سبب حتّى ما تبكي هوّه يسوع! لمّا شاف دموع الأرملة، عرف ألمها وقصّتها من دون ما تحكي أي كلمة، ولمَس النَّعش، وابنها قام ورجعتله الحياة (لوقا ٧: ١١- ١٧).
يمكن بهالوقت من حياتِك عم بتمرّي بظروف سبَّبَتلِك حزن وفراغ كبير، يمكن ابنك أو بنتِك بحاجة لشفاء، يمكن صديقتك علقانة بمشكلة، أو يمكن إنتِ عندِك حاجة معيَّنة. بدّي أشجعك اليوم -حتّى لو كنتِ حاسّة حالِك مش قادرة تعَبري أو تحكي مع الله- وأذكرِك بكلام الرَّسول بولس في رسالته إلى أهل رومية ٨: ٢٦: “الرّوح (يعني روح الله) نفسه يشفع فينا بأنّات لا يُنطَق بها.” إذا الدموع هيّه اللُّغة الوحيدة القادرة تحكيها هالأيّام، فأفضَل شخص بيفهم لغتِك هوّه الرَّب، هوّه الوحيد الّي بيقدَر يترجم دموعِك لكلمات؛ لأنّه دموعِك إلها قيمة كبيرة بنظره. تعالي وابكي عنده، واتجرَّئي واطلبي منّه؛ لأنّه بيفهمِك ومستعدّ يغيِّر مجرى الأحداث في قصتِك.