عن برنامج زواج سعيد جداً- بتصرّف
هذه بعض مشاركات مجموعة من المتزوّجين الذين يواجهون مشاكل في التواصل: بالنسبة لنا نحن نعيش كأنّ أحدنا غريب عن الآخر، لا نستطيع أن نتكلّم في أيّ شيء مهمّ بدون أن نتشاجر. يمكننا أن نتناقش في أمور كثيرة مثل الإجازة والأولاد، لكن لا يمكننا التكلم فيما يختصّ بعلاقتنا الخاصة معاً، كثيراً ما حاولنا التكلّم عن مشاكلنا الخاصة، ولكنّ هذا لا يقرّبنا من بعضنا البعض، بل على العكس يجعلنا أكثر دفاعاً عن النفس وهذا ينتهي إلى أن نصبح أكثر بعداً أحدنا عن الآخر.
الزوجة:
- إنني مقتنعة أنه لن يساعد في شيء إذا حاولتُ الكلام معه لأنني أخاف أن يكون رأيي خاطئاً.
- كثيراً ما أحاول إخفاء الحقيقة لخوفي من ردود الفعل لديه.
- كثيراً ما أسترجع أخطاءه الماضية عندما يحدث عتاب بيننا.
- أخاف كثيراً من كشف نفسي تماماً أمامه لأنّ ذلك قد يتسبّب في رفضي من قِبَله.
الزوج:
- عندما أحاول إخبارها بمشاعري تبدو وكأنها غير مبالية أو مهتمّة، وقد تأخذ موقف الناقد.
- إنها عاطفية جداً فهي تبكي أو تصرخ من أبسط الأمور، لذلك فضّلت تجنُّب الحديث معها في أيِّ شيء يخصُّنا.
- تسألني كيف أشعر مع زوجتي؟ كما تشعر أنتَ تماماً حين يرنّ جرس الهاتف ولا يجيبك أحد.
- زوجتي تشبه أبا الهول الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلّم.
إنّ ظهور الخلافات أمر طبيعي، ولكن يجب أن ندقّق في الأسباب التي تؤدّي إلى الخلافات المستمرّة التي تقتل التّواصل بين الزوجين، ووضعها في الاعتبار في طريق لحلّها.
ومن هذه الأسباب المؤدّية إلى ضعف التواصل:
- الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة.
- دور كلٍّ من الزوجين.
- أسلوب التفاهم والتواصل بين الزوجين.
- العلاقات مع الأهل والأصدقاء والمحيط الخارجي.
- طرق التعامل مع الخلافات عند ظهورها.
وسنركّز في هذا الحديث على النقطة الثالثة، وهي التفاهم والتواصل بين الزوجين، والأسلوب الصحيح لذلك.
1. مراعاة المشاركة الفعلية في الأفكار والمشاعر، وذلك بحرية ودون التخوّف والتردّد مهما كانت النتيجة، وسوف يعتاد الزوجان على فنّ المشاركة مع مرور الزمن والتدرّب.
2. المشاركة في الأفكار الشخصية عن الأمور اليومية، وتبادل الآراء في الأمور الجارية مع تجنب إظهار أي اختلافات في الرأي في حالة وجود ذلك مثل: إنني أظن أنّ حفل زفاف سامح كان رائعاً! نعم لكن أعتقد أنّ مدة الفرح كانت أطول من المعتاد!
3. الانفتاح الكامل والمشاركة الشفّافة في كل الأمور (يكون الاثنان جسداً واحداً).
4. الاستماع الصحيح يشجّع على التفاهم ويفتح الباب لوجود اتصال كامل لبناء وحدة صحيحة بين الزوجين، فهناك نوع من الاستماع المخادع الذي يتظاهر فيه أحدهم بالاستماع بينما هو لا يركّز على الحوار، وسبب آخر لانقطاع التواصل هو الاستماع المنتقي الذي يركّز فقط على الاستماع لما يهمّه شخصياً.
5. اختيار لغة مهذّبة وراقية في التعامل وعدم الإساءة بالكلمات الجارحة “الكلام الحسن شهد عسل، حلو للنفس وشفاء للعظام” (أمثال 16 : 24).