اللســان

إعداد: نـاهدة قعـوار

إنه عضو صغير خلقه الله لنا ليكون وسيلة التواصل بالكلام المشترك وأحاديث المحبة. فالله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بنعمة النطق عن جميع المخلوقات الأخرى، وأراده أن يكون وسيلة خير وبركة لكنه أحياناً يتصرف بعكس ذلك.

إن للسان صفات متنوعة منها ما نسميه بالعامية:  لسان حلو نظيف، ومنها ما يدعى لساناً سليطاً أو مفشلاً أو ما بين البينين، والفرق شاسع بين كل منهم.  كم من بيوت هدمتها الألسنة، وقلوب حطمتها الأقاويل الكاذبة والكلام اللاذع.  إن هذا العضو الصغير ينشئ أكبر الخلافات وأكثر المشاكل والشرور، لذلك هو بحاجة إلى ضبط حازم. لكننا لا نستطيع ذلك من نفوسنا حتى ولو دهنا ألسنتنا عسلاًً، فنحن بحاجة إلى معونة لذلك؛ فعلينا إذاً، أن نتمسك بالحسن واللطف والمحبة ليصبح لساننا دائماً مسبحاً شاكراً ومرنماً للرب، وليكون واسطة تواصل بالخير والسلام، بالكلام والشهادة عن عمل الرب، نابع من قلب نقي كمياه النبع الصافي العذبة التي تروي العطاش، وكالبلسم الشافي الجروح لنقول أنه لسان حلو.

إن الرسول يعقوب في الإصحاح (3: 2-12) من رسالته يحذرنا من اللسان وتصرفاته ونطقه إذ يصفه بالنار التي تحرق. إنه تشبيه صحيح لأن النار تمتد بواسطة شرارة صغيرة، وهكذا اللسان يزرع أكبر المشاكل والخلافات من كلمة صغيرة ينطقها دون حكمة. لذلك علينا أن ننتبه لألسنتنا بأن نكون حكماء بالكلام، ونتسلح بطول الأناة والمحبة والصدق، ونتخلى عن التسرع الذي يؤدي بنا إلى الفشل والندم، وأن لا نتصرف ونتمثل بالعالم بكلامه وتعليقاته، وأن لا نجازي الشر بالشر، أو الشتيمة بالشتيمة، بل بالعكس مباركين الآخرين وطالبن السلام للجميع، لأننا نعلم أن مخزن كل هذه هو القلب ومنه يسري ما بداخله إلى الفكر ومن هناك يأتي الكلام. 

لنطهّر إذاً، قلوبنا حتى يكون مخزونها فخراً لنا بالمسيح يسوع، وتكون ألسنتنا الوسيلة السامية لتمجيد الرب يسوع.