الله المرمم

“عندما ردّ الرّب سبي صهيون، صرنا مثل الحالمين” (مزمور 126: 1)

في العالم العربي، تجربة التهجير، الفقدان، والحنين إلى الترميم أمر مألوف جداً. على مر القرون، شهدت أراضينا اضطرابات، وعانى شعبنا من تجارب كثيرة، من الأسر الجسدي إلى الصراعات النفسية والروحية. يتحدث مزمور 126 مباشرة إلى هذا الحنين الجماعي: فرحة الترميم وتدخل الله المعجز الذي يبدو كأنه حلم جميل يصعب تصديقه.

الأسر لا يقتصر على النفي في بلد غريب، بل قد يظهر في فقدان النجاح، الصحة، العلاقات أو الحيوية الروحية. لكن الرب هو إله الترميم، لا يعيدنا فقط إلى حيث كنا، بل يقودنا إلى ما هو أفضل. كما يقول المزمور 23: “يرد نفسي، يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه.”

في ثقافتنا، فكرة زيارة الله تتردد في قصص تدخلاته خلال مواسم الجفاف واليأس والصعوبات. قدرته على الترميم لا حدود لها – سواء بتجديد الأمل في مناطق مزقتها الحروب، أو شفاء الأسر المكسورة، أو جلب السلام للقلوب المتعبة. يحول الله الحزن إلى فرح، المرض إلى صحة، والعبودية إلى حرية.

تخيل عائلة مهجرة بسبب الصراع تعود إلى وطنها بعد سنوات من المعاناة، تجد ليس فقط منزلها كما كان، بل مجتمعها وأملها قد تم ترميمهم. هذه صورة الترميم الإلهي – وعد بأن الله لن يتركنا في أسرنا بل يضاعف عمله فينا ومن خلالنا.

الانتظار لزيارة الرب يتطلب إيمانًا وصبرًا وقلبًا مستسلماً لتوقيته. الثقة ليست سهلة دائمًا عندما تكون الأيام طويلة والليالي مليئة بالدموع، لكن الله الذي رمم صهيون نفسه يعد بأن يملأ قلوبنا بالفرح، و أفواهنا بالضحك، وشفتينا بالأناشيد. ذراعه ليست قصيرة عن الخلاص، وتوقيته دائمًا مثالي.

صلاة:

يا الله المرمم، في أوقات أسرنا الجسدي، العاطفي والروحي، ساعدنا على الثقة بتوقيتك الكامل. رد نفوسنا، واملأ قلوبنا بالفرح، واظهر عظمتك في حياتنا. لنبصر يدك ترشدنا ونشعر بحضورك يحملنا. فيك نجد الرجاء والسلام والانتصار. آمين.