عواصف الحياة 

باب: نموي في الرحلة

الكاتبة: ناهدة قعوار

التاريخ: نوفمبر 16, 2024

ان الحياة لا تخلو من العواصف. فهي تحصل فجأة وتترك آثارا محزنة من خسائر ودمار فتقلق الانسان. وتخلف ضحايا بشرية مما يجعل الخوف والاضطراب في قلوب الناس. مع أن التحذيرات تسبق حلول العاصفة الآ أنها تحل بقوتها فجأة لهؤلاء الذين يتمسكون بقوتهم الشخصية ويظنون أنهم ليسوا بحاجة المساعدة. ولا يأخذون الحذر الواجب مسبقا. بل يتهاونون بالواقع. فعواصف الطبيعة تظهر كانسانة غاضبة ثائرة مكمدة الوجه يشتعل قلبها بنار البغضة والثأر. وكأنها تسكب غضبها دون حساب. وفي معظم الأوقات لا يستطيع الانسان مقاومتها وحيدا ولا ينجو من عواقبها. 

هناك أيضا عواصف اجتماعية أو شخصية تخترق مجرى حياتنا. تفاجئنا وتزعجنا وتؤذينا دون أن نحذر نتائجها. منها خسائر مادية من حالات فقر أو افلاس أو فقدان وظيفة أو عدم نجاح بالعلم. مرض أو موت. فنظن أننا قادرون على التصدي لها والتخلص منها. لكنها تؤثر فينا اما نفسيا أو جسديا أو اجتماعيا فنجد أننا بحاجة الى صديق أو معين لأننا لا نقوى على تحملها. لكن العواصف الأصعب هي: الروحية. 

عندما نهمل أسس الحياة المستقبلية الأبدية نعيش بلا سلام القلب ولا راحة النفس ولا ضمان بثقة، لأنه ينقصنا الايمان الحقيقي والتمسك بكلمة الله. فلا نستطيع مواجهة الشيطان بحيله وشروره لأنه لا قوة لنا. فنحن بحاجة الى من هو أقوى منا ومن الشيطان المغري. فالله يستطيع أن يغلب كل قوات عدونا وينقذنا من طرقه الماكرة حين يغرينا بفساد العالم، ويجعلنا نظن أننا أقوياء لأن كبرياءنا وغرورنا يمنعاننا أن نعترف بضعفنا لله الأقوى منا فنكون الخاسرين. 

بعد المعجزة العظيمة التي صنعها يسوع وأشبع الجموع من طعام قليل (خمسة أرغفة وسمكتان) ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويعبروا البحر. واختلى هو ليصلي. وبينما كان التلاميذ وسط البحر فاجأتهم عاصفة قوية. خافوا وارتعبوا. وبينما كانوا حائرين منزعجين رأوا خيالا على الماء، فصرخوا من الخوف ولم يعرف أنه يسوع ماشيا بكل جرأة وبطولة على الماء وسط العاصفة. فطمأنهم بكلماته المشجعة قائلا: ( أنا هو. لا تخافوا) لكن الشيطان أغرى بطرس بالشك مما جعله يطلب قائلا: ان كنت أنت هو فمرني أن آتي اليك على الماء. فقال يسوع: (تعال) ولكن بطرس لم يستطع مقاومة العاصفة بسبب شدة الرياح. فابتدأ يغرق. حينئذ صرخ قائلا: يا رب نجني. فمد يسوع يده وأمسك به وقال: ( يا قليل الايمان لماذا شككت؟) ففي الحال أيقن بطرس أن الأفضل هو الوجود مع يسوع. ” متى 14: 22- 33″ فدخل يسوع السفينة وهدأت العاصفة وحالا سكن البحر. وبذلك حصل التلاميذ على السلام والسلامة. 

ان الشيطان يغرينا بالكبرياء. يجعلنا نظن أننا قادرون على تدبير أمورنا وحدنا. لكن الرب يريد أن يجردنا من كبريائنا والأنا التي فينا لكي نعترف أننا معظم الأحيان فاقدين السيطرة لوحدنا. لذلك. الطريقة الوحيدة الأفضل هي أن نثق أن الرب هو المسيطر على كل شيء، وأن نؤمن أن الغير مستطاع عند الناس مستطاع عنده. ونثق أنه هو القوي الخالق العظيم.  

يا أخواتي. دعونا نؤمن بالرب ايمانا صادقا متمسكين بكلامه. فهو يقول لنا: (أنا هو لا تخافوا) يعيننا في عواصف الحياة ويحمينا في ضيقاتنا. ليتنا نعطيه السيطرة الكاملة بكل بساطة وطاعة ومحبة وننال رضاه علينا. لنتمثل ببولس الرسول الذي أعطى السيطرة لله على حياته وقبل مشيئته. تضرع الى الله ليحفظه من الشيطان لئلا يلطمه لكنه قبل وعد الله له حين قال: 

(تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل) ” 2 كو 12: 9″ 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#بلشي من هون #خسائر #عواصف #مصاعب