خطر أن تتحفظي في العلاقة الزوجية!

باب: نموي في الرحلة

الكاتبة: ناهدة قعوار

التاريخ: يوليو 20, 2024

أختي الزوجة 

وحّد الله الزوجين ليترابطا بالحب والقلب والفكر والجسد، ليعيشا حياتهما بإخلاص ونعيم، وخلق لكل منهما مشاعر تجاه الآخر ليتجانسا بمشاعر المحبة وينسجما بوفاق. أحيانا تكون الزوجة محافظة هذا جيد ولكن، عليها أن تقدّر مشاعر زوجها وتبادله الحبّ بصدق، لتحافظ على ارتباطهما وسعادتهما بالتفاهم دون التعدّي بكلام مؤلم أو معاملة سيئة أو إجبارية، فالحبّ رضى ومشاعر رقيقة. بعض الرجال يشعرون باحتياجهم الجنسيّ أكثر من غيرهم ويكونون عاطفيين، ويتوقعون مقابلة زوجتهم بالمثل. هذا حقّه وله أساليبه في التحابب والمعانقة ومعاشرة زوجته، لذا يتوقع المثل. لكن أحياناً تكون الزوجة محافظة فتضع قوانين لحياتها فلا تقابل أو ترضى بأسلوبه فتصبح علاقتهما الجنسية متباعدة ومحدودة، لأنه لم يأخذ شبعه الجنسيّ والعاطفيّ. 

الاحتياجات الجنسية لها أشكالها وأوقاتها، فحين تتأجّج في قلب الزوج نيران الحبّ تشعل فيه رغبة المشاركة مع زوجته، لأنه حينها يرى في زوجته روعة جمالها ويملأ قلبه صدى وعودها، فتثور فيه أحاسيس الحب الذي يرغب بأن تبادله إياه زوجته وتظهر قابلية، فإن صدّته زوجته أو لم تشاركه الحبّ، يشعر بالرفض وتثور عليه كرامته، فبعد حين يبدأ باستراق نظرات خاطفة وبسمات ناعمة خارج علاقته الزوجية، ويبتعد شيئاً فشيئاً عن البيت، فيحدث شرخ بالأمانه الزوجية وينقطع رباط محبته حين تصبح له شريكة حبٍّ أخرى مما يشعل نار الغيرة والخصام بين الزوجين، فيعيشان في جحيم الجهل والأنانية، وأحياناً يؤدي هذا إلى الطلاق الذي يهدم عشّهما ويشتّت عائلتهما. 

أيتها الزوجة المحافظة

ثقي أنّ لك كلّ حرية حبّ الزوجية العاطفية والجنسية دون خجل أو شعور بالذنب، أنت وزوجك أصبحتما جسداً واحداً، وقلباً وفكراً واحداً. تواعدتما على بناء بيت تفوح منه المحبة المخلصة الحقيقية، ويطفي عليه السلام والفرح والانسجام، وضعتما أسساً وآمالاً ووعوداً كبيرة فلا تجعلي احتياجات زوجك الجنسية وتوقّعاته بالمبادلة سبب فقدان سعادتك، عانقيه بشدّة، احضنيه بمحبة، امتلكيه قلباً وقالباً، اسعدي بحياتك وإكسبي كل دقيقة حبٍّ معه، فالحياة لا تدوم واليوم المنتهي لن يعود. لا أحد يعلم ما يأتيه الغد، لذلك عيشي سعادة يومك وافرحي بدقائق حبّك معه ولا تهتمّي كونك محافظة، هو سعيد بك لأنك اختياره، لكنه لا يقبل بك محافظة ضد شهواته العاطفية والجنسية.

قد حلّل الله حرية الرجل للزوجة وبالعكس وبارك الزواج. كوني محافظة في أمور أخرى لكن كوني واضحة ومتعاونة معه برضى ومحبة، لأنك بمعاملتك الحكيمة ومحبتك الصادقة تمتلكينه قلباً وقالباً، سيعرفك أكثر ويحبك أكثر، سيشعر بشعورك فيحافظ عليك ويحميك ويرضيك ويُسعدك ويحترم شعورك ويفخر بك، فقد أصبحتِ لحماً من لحمه وعظماً من عظامه، حرّيتك حرّيته. خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى ووضع فيهما كلّ طبائعهما وأعطاهما قلباً وفكراً وإحساساً، وجعل كلاً منهما ملكاً للآخر أي النصف الآخر. اعلمي يا أختي أنّ هناك أيضاً بعض الأزواج مَن يغارون من انشغال زوجتهم بالأولاد إذا انشغلت عنه، يقول المثل: “الزوج هو الطفل المدلّل، فأعطيه حقّه وعيشي معه حقّك فتتشاركان بسعادتكما وتعيشان بهناء.” 

نعيش أيام الحرية والانفتاح ولكل فتاة وشاب فرصة للتفاهم قبل الزواج، حيث يتعرف كل منهما على شخصية وطباع الآخر “-طبعاً لا أعني جنسياً- فالحكيم يميّز ويتنبّه للمستقبل أما الجاهل فيعيش بالخيال. الحكمة والمعرفة يكونان بالاتزان والتعقّل ليس بالخيال وكل حالة لها مؤشّراتها، أما المحبة المخلصة الحقيقية فإنها تدوم بين الزوجين حتى الموت، قال الرسول بولس: “ليحبّ الرجل امرأته كنفسه والمرأة فلتهَب رجلها.”


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#بلشي من هون #تحفظ #زوجية #علاقة