الشعور بالإهانة نتيجة الخيانة

باب: قيمتي في الرحلة

الكاتبة: بسمة قموه

التاريخ: سبتمبر 11, 2024

من أصعب المشاعر التي يشعر بها الإنسان سواء كان ذكراً أو أنثى هي الشعور بالإهانة. وموضوعنا هذا يتكلّم عن الإهانة بسبب خيانة شريك الحياة. هناك أنواع من الخيانات مثل خيانة الوطن أو خيانة الأمانة والعشرة بين الأصدقاء. ولكنّ خيانة شركاء الحياة تترك بصمات واضحة وعميقة على الضحية التي تمّت خيانتها. وتشكّل هذه الخيانة في معظم الأحيان تغييراً في مجرى الحياة وربما تكون نهاية درب. لذلك نحاول في هذا البحث أن نضع أيدينا على المشكلة ونفهم جوانبها وكيفية التعامل معها.

إنّ الخيانة العاطفية هي الزاوية التي ترتكز عليها الخيانة بين الزوجين.

فمن هنا تبدأ الرحلة إلى الأسوأ، إنّ اتجاه القلب عندما يتغيّر ويتحوّل عن الشريك الفعلي (الزوج أو الزوجة) هو أول محرّك للتوجّه نحو الخيانة الفعلية. إنّ الارتباط هو موقف والتزام وممارسة وثبات، وعندما يُفقد أحد هذه الأعمدة تتخلخل العلاقة وتحدث الفجوة التي تؤدّي إلى الانزلاق في متاهة الخيانة. ومن اللحظة الأولى التي يرتبط بها شخصان عليهما أن يدركا أن الطرف الآخر لا يمكن أن يحقق الكمال. وأن الحياة ستضع أمامهما أشخاصاً مميزين وجذابين يتمتعون بصفات تفوق صفات شريك الحياة، إلا أنّ هذا ليس بسبب لكي تتحوّل الأنظار إلى هذا الشخص الدخيل على المشاعر. فهو لا يتمتع بحقّ امتلاك مشاعر أحد الزوجين مهما كانت الظروف.

كثيراً ما نسمع من الأزواج: زوجتي لم تعد كالسابق لقد أهملت نفسها.. والزوجات أيضاً يضفن: إنه لم يعد لطيفاً وعوناً لي بل تغيّر كثيراً..

إنّ مبدأ الزواج الناجح هو محبة الآخر والاتحاد معه بالكامل والإصرار على عدم التخلي عنه مهما حصل. وهذه هي المحبة التي نجدها بين الآباء والأبناء، فلم نسمع قطّ عن أب أو أم تخلّيا عن ابنهما لمجرد أنّ فيهم صفات لا تعجبهما. إنّ هذا هو مفعول الحب الصحيح والالتزام الذي بحسب فكر الله. ولكن إذا حصل أن تعرّض أحد الأزواج لمثل هذه الحالة فما العمل؟ لا نريد أن نعمّم الحل ونعطي وصفات سحرية، ولكنّ الإنسان في ضعفه يحتاج أحياناً إلى مَن يسنده لا لمَن يدفعه إلى الأسفل، وهنا يأتي دور الأخصائيين أو المشيرين ويُفضّل أن يكونوا على مستوى روحيّ عالٍ حتى يأخذوا بيد الشخص المجروح ويصلوا به إلى شاطئ الأمان.

إنّ الخيانة شيء مؤلم جداً، ولكنّ الألم الأكبر هو أن يخرج الاثنان من العلاقة مجروحَين وأن يُعَمَّم الجرح ليطال الأولاد. فإنّ للخيانة مراحل ودرجات حيث أنّ الميول القلبية أو الإعجاب ربما يعالَج في مراحله الأولى قبل أن يصل إلى المراحل المتطوِّرة ليصل إلى الزنى الفعلي. فهذا الوضع محسوم في كلمة الله، وقد ذكر الكتاب المقدس ما يكفي ليعفي الطرف الآخر من الارتباط بعد حصول هذا الأمر.

لذلك نحن أمام موضوع حرج جداً تعود فيه الحلول إلى طبيعة الأشخاص ومدى النضج والتعامل مع المشاكل ومدى التضحية من أجل العائلة. ولا ننكر أنّ هناك دائماً فرصة للتوبة وهذا ما علّمنا إياه الكتاب المقدس. والشرط هنا هو الاعتراف والتوبة الحقيقية والرجوع إلى الله لشفاء الجروح النفسية وإبراء المشاعر.

أنّ هذه الآلام تحتاج إلى يد الله فقط لكي تمتدّ بالمعونة للشخص الذي تعرّض لخيانة من شريك حياته.

إنّ الحلول السهلة هي دائماً موجودة ولكنها ليست الأفضل. بل يكمن التحدِّي في تخطّي المشاكل والارتفاع فوقها ومعالجتها وترك فرصة دائماً للتصحيح. وهذا ما فعله الله معنا. وإنّ الفرصة الثانية لا يمنحها إلا الإنسان الكريم والمُحِبّ لأنه يأخذ هذا الموقف نتيجة اتكاله وثباته في الله الذي سيردّ له نفسَه المجروحة بطريقته الخاصة. لأنّ الإنسان لا يستطيع مهما فعل أن يرُدّ المسلوب بل إنّ الجميع بحاجة إلى محبة الله وعنايته.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#اهانة #بلشي من هون #خيانة #زواج