الاكتئاب التراجعي 

باب: من أنا اليوم

الكاتب: د. نايف الرشيدات 

التاريخ: سبتمبر 25, 2024

الاكتئاب التراجعي أو الانسحابي والذي يسمى داء السوداء التراجعي أو المانخوليا، يعد نمطا خاصا من الاكتئاب الداخلي، لكنه يتميز بأنه يحدث عادة بعد سن الستين أو السبعين من العمر.

خصائصه:

تعتبر العوامل البيئية من العوامل الأساسية لظهور المرض، وتتغلب على العوامل الوراثية كما في الاكتئاب الداخلي، لذا يستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات قبل ظهور الأعراض الحقيقية، ونسبة الإصابة بالمرض لدى النساء أكثر منها لدى الرجال. وغالبا ما يكون المصاب بهذا المرض شخصا غير سمين، وأحيانا يكون نحيفا وطويلا. وغالبا ما يظهر المرض نتيجة ظروف اجتماعية مفاجئة مثل وفاة أحد الأهل أو الأقارب، وأحيانا تظهر أعراض المرض نتيجة إدراك الشخص لضعف قدراته الجسمانية، فمثلا المرأة التي تجد نفسها بمرور الزمن لا تستطيع مقاومة آلام التهاب المفاصل ويضعف نشاطها المنزلي بالتدريج يتولد لديها الإحباط والشعور بأعراض المرض، والرجل النشيط الذي كان يعمل 12 ساعة متواصلة يوميا ويصاب فجأة بأزمة تمنعه من العمل الشاق والتواصل يتأثر طموحه ونشاطه.

أعراضه:

1- توهم المرض: حيث يبدأ المريض بالشكوى من عدة أعراض مرضية ويلجأ إلى مختلف الأطباء والذين بعد الفحص الدقيق لا يجدون أية أعراض مرضية حقيقية. تبدأ الأعراض المرضية بشعور المريض بالإمساك الشديد أو ألم في المعدة أو الصدر والذي قد يظنه المريض نتيجة وجود سرطان في المعدة أو الرئة أو الإصابة بالسل.  وبالرغم من عمل جميع الفحوصات المخبرية وأحيانا دخول المستشفى، فإنه لا يثبت وجود أي مرض عضوي يذكر.

2- اعتقادات خاطئة وتتركز بلوم المريض لنفسه وقوله أنه لا يستحق العيش في هذه الحياة وقد يلوم نفسه لأعمال سبق أن عملها في الماضي ويحقر نفسه على تلك الأعمال.

3- يفقد المريض اهتمامه بما حوله تدريجيا ويشعر بأنه لا حيلة له ولا قوة ولا يشعر بأية طاقة أو جهد لعمل شيء، وينعزل عن الناس ويصبح منطويا على نفسه، ويفقد شهيته للأكل تدريجيا مما يؤدي إلى فقدان وزنه، كما يعاني من قلة النوم، مما يسبب له وللأهل مشكلة كبرى.

4- غالبا ما يتميز الاكتئاب التراجعي بأنه من النوع المتهيج، وهو أخطر الأنواع حيث يتميز شكل المريض بوجه منقبض ومسحوب ويتكلم بمفردات تنطق بالبؤس مصحوبة بحركات بيديه المرتعشتين وتأوهات ومعاناة وكثرة حركة.

5- محاولات الانتحار وتعتبر من أخطر الأعراض التي تظهر على المريض وخصوصا إذا كان الاكتئاب من النوع المتهيج.

العلاج:

يجب مراقبة المصاب بهذا المرض وخصوصا بعد ظهور عوامل بيئية مفاجئة مثل وفاة قريب أو عزيز أو الشعور بالإحباط المفاجئ نتيجة الإصابة بالمرض، ويبدأ المرض بالتدريج ولكن بشكل مخادع، فيجب استشارة الطبيب المعالج عند الشعور بأحد الأعراض المذكورة أعلاه قبل أن تستفحل الأعراض وتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من محاولات انتحارية. وعادة تتم المعالجة إما كهربائيا أو عن طريق المهدئات ومضادات الاكتئاب الخاصة بالمرض نفسه، مع متابعة حالة المريض بعد العلاج للمراقبة وتكملة العلاج.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#اكتئاب #المرأة العربية اليوم #مرض #نفسية