الأبناء والعزلة الاجتماعية
باب: من أنا اليوم
الكاتبة: ليلى الصايغ
التاريخ: يناير 4, 2025
إن العزلة الاجتماعية هي شكل من أشكال الاضطراب في العلاقات الاجتماعية. وتأتي عندما لا يقضي الطفل وقتاً في التفاعل مع الآخرين. وهي لا تخص الأطفال الخجولين الذين يرغبون في بناء علاقات اجتماعية ويبذلون محاولات في إقامتها. فالعزلة الاجتماعية هي استجابة أكثر شدة في ابتعاد الأطفال عن الآخرين. كما أنها تعني الافصال عن الآخرين وبقاء الشخص منفرداً على عكس الطفل الخجول الذي يشعر بعدم الارتياح ولكنه يستمر في البحث عن الاتصال الجماعي. إن الأطفال المنعزلين يطورون في أغلب الحالات سلوكاً منحرفاً. وقد يختار الأطفال الأذكياء المبدعون البقاء وحدهم مع أنهم قادرون على الإنتاج والإبداع.
الأسباب:
- الخوف من الآخرين الذي يعتبر من الأسباب القوية للعزلة الاجتماعية حيث يأخذ أشكالا مختلفة. وهذا قد يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة كما أن الأشخاص الكبار المتوترين والغاضبين قد يشكلون انسحاباً لدى الأطفال من الاتصال بالآخرين كما أن الخبرات غير السارة مع الأخوة أو الرفاق تعطي نفس النتيجة.
- نقص المهارات الاجتماعية حيث أن بعض الأطفال لا يعرفون كيف يقيمون علاقات اجتماعية لذا لا بد من معرفة تحليل المهارات الاجتماعية لكل مرحلة.
- رفض الوالدين للرفاق لأن بعض الأباء يملكون توقعات عالية تتعلق برفاق الأبناء.
الوقاية:
من الأهمية بمكان توفير خبرات اجتماعية إيجابية مع الآخرين في فترة الطفولة المبكرة، حيث تنشأ الخلافات عندما يلعبون بدون إشراف مباشر وكذلك الخبرات السلبية مثل الإغاظة والتخويف أو الإحراج. إضافة إلى أهمية تقديم نموذج جيد خلال العمل مع الأطفال لأنهم يتعلمون بالملاحظة مع مناقشة أهمية الانتماء الجماعي معهم. وتجنب الإشارة إلى جوانب الضعف لدى الآخرين والانتقاد. من المهم أن يعرف الطفل ما هي التصرفات الاجتماعية السلبية وتعليمه أن يكون عضواً هاماً في الجماعة وأن يشعر بأنه يستطيع تقديم إسهامات للغير فيصبح عندئذ أكثر اتزاناً وثقة بالنفس؛ إضافة إلى إشعاره بأن الكبار مهتمون بتصرفاته ويجب إحاطته بالدفء العاطفي والدعم لكي يشعر بالكفاءة وبأنه آمن مع كل ما يحيط به.
العلاج:
يجب عدم توجيه النقد للعزلة الاجتماعية بل لا بد من مدح الطفل بشكل ملموس على شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي مع تشجيعه على المشاركة مع الرفاق في ظروف متنوعة ليصبح أكثر تقبلاً من قبل الآخرين. وكذلك بإمكان الأم اصطحابه إلى النزهات الجماعية ومساعدته على الاتصال مع زملائه في المدرسة أو الروضة وتركه للحديث معهم بحرية إضافة إلى حضوره الحفلات وأعياد الميلاد وتشجيعه عليها. كما أن تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية المحددة والأساليب الاجتماعية في التصرف أمر بغاية في الأهمية مثل مهارات الاتصال وكيفية الإصغاء وكيفية إقامة صداقات وإظهار الاهتمام والمساعدة والتعاون والتوصل إلى قرارات وتوجيهه إلى كيفية اللعب مع الآخرين ومناقشة المواقف التي تزعج الآخرين.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.