5 خطوات عملية تساعدك على إعادة تشكيل هويَّتك المفقودة: إنَّ تزعزع صورتك الذاتية وفقدانك إحساسك بالهوية يجعلانك تميلين لأن تكوني غير مبالية بواقعك وساخطة على أولئك الذين يعيشون حياتهم بطولها وعرضها (إن جاز التعبير). هذه الخطوات الخمس ستساعدك على استعادة صورة هويتك الشخصية، لكنها تحتاج إلى بذل مجهود مُتعَمَّد والكثير من الصِّدق مع نفسك لصقل الصورة الجديدة التي ستشكِّلينها عن نفسك.

1. راجعي قيمك ومعتقداتك الخاصة؛ لأنَّها تساعدك على تحديد ما هو مهم بالنِّسبة إليكِ، وتحديد موقفك تجاه الكثير من القضايا في حياتك. كما تساعدك على وضع الحدود الصحّية للعلاقات التي في حياتك وتحدُّ من تدخُّل الآخرين في قراراتك. هذه المراجعة ستأخذ منكِ وقتًا، ولكنكِ لستِ مضطرَّة إلى إعادة تشكيلها في جلسة واحدة، بل يمكنك فعل ذلك فيما أنتِ تختبرين الحياة الجديدة، وتتعلَّمين عن احتياجاتك لمواكبتها. تذكَّري، عيشي كل يوم بيومه، ولا تُحَمِّلي نفسكِ فوق طاقتها. قد يتطلَّب هذا الأمر مراجعةَ بعض العلاقات في حياتك وتعلُّمَ وضع الحدود للآخرين.
2. تعلَّمي أن تختاري وتقرِّري مختلف الأشياء: تعلَّمي أن تأخذي نفسكِ بعين الاعتبار عند التفكير في مختلف القرارات؛ فصحَّتك النفسية وعافيتك البدنية ينبغي أن تكونا أولى أولوياتك. مع الموازنة الواعية لاحتياجات شريك حياتك وأبنائك إذا كنتِ متزوِّجة أو عائلتك إذا كنتِ عزباء. تذكَّري أن تفكّري باحتياجاتك وأن تأخذي خطوات عمليَّة لتسديدها لتتمكَّني من مساعدة الآخرين على تسديد احتياجاتهم أيضًا. لا تسمحي لأحد بأن يأخذ قرارات تخصُّكِ نيابة عنكِ (حتى وإن كان هذا أمرًا معتادًا في السابق). لا تخافي من أخذ زمام الأمور في يدك؛ لأنَّ هذه هي حياتك ببساطة وأنتِ المسؤولة عن نفسك أولًا وأخيرًا. تذكَّري أن تبدئي بأمور صغيرة إلى أن تشعري بالراحة لأخذ قرارات أكبر، ولا بأس من استشارة آخرين تثقين بهم. لكن احرصي على أن يكون القرار النهائيُّ قراركِ أنتِ؛ لأنك أنتِ مَن عليه تحمُّل النتائج والتبعيّات.
3. اقضي وقتًا مع نفسك: قد يجعلك هذا الأمر تشعرين بالغرابة، لكن فكّري بالأمر: عندما تبدئين أيَّ علاقة جديدة، فإنك تقضين الوقت مع الشخص الآخر لتتعرَّفي عليه أو عليها، أليس كذلك؟ ذات الأمر ينطبق عليكِ، فأنتِ بحاجة إلى قضاء وقت خلوة مع نفسك لتتعرَّفي على أهوائك وهواياتك الخاصَّة. تذكَّري: لا يمكنك قضاء وقت خلوة مع نفسك أثناء وجودكِ في محضر الآخرين، مهما كانوا قريبين إلى قلبك.

من الأمور التي تساعدك على الاستمتاع بهذا الوقت مع نفسك: 

• تجربة أمور جديدة، مثل: أطعمة مختلفة، نشاطات جديدة، تعلُّم هوايات أو مهارات لم تجرِّبيها من قبل.
• التطوّع في نشاطات اجتماعية أو خدمية لتوسيع مداركك ورفع مستوى رضاكِ عن نفسك. 
• قراءة كتب في مجالات مختلفة أو أخذ دورات تعليميَّة في مجالات تحبِّين اكتشافها.
• الكتابة عن كلِّ ما يخطر في ذهنك من أفكار أو أحلام أو مراثٍ أو رسائل كنتِ ترغبين بكتابتها دون إرسالها، بالإضافة إلى كتابة الأمور التي أنتِ شاكرة من أجلها إلى جانب الأمور التي ترغبين بتغييرها. تذكّري: احتفظي بكل كتاباتك في مدوّنة مؤرَّخة لتتمكّني من تتبُّع التَّغيير في طريقة تفكيرك.

4. فكّري كيف تجدين نفسك: ضعي تصوُّرًا للشخصية التي ترغبين بأن تكوني عليها وقارنيها بالواقع الذي أنتِ عليه الآن. انتبهي: إدراك الفرق بين الصورتين قد لا يعجبك غالبًا، وسيثير فيكِ مشاعر من الاستياء. لا بل ربما يسبِّب لكِ الاكتئاب. تذكَّري: لا بأس بذلك، فعدم الرضا هذا هو الدافع الذي سيشجِّعك على إحداث التغيير المرجوّ. ابدئي الآن باتخاذ خطوات عملية تدريجية لإحداث التغيير المطلوب؛ لتحقيق ذاتك وإيجادها بما يتوافق مع هويتك الشخصية التي تعطيكِ إحساسًا بالشبع والرضا.

5. اطلبي المساعدة: لا بأس من طلب المساعدة في تحقيق ذاتك خاصة عندما تكونين قد وصلتِ إلى مرحلة من الاكتئاب بسبب واقعك الحاليّ، وحجم الفجوة بين ما هو مرغوب تحقيقه وبين الواقع الموجود. أو إذا كنتِ لا تمتلكين الأدوات المساعِدة لتحقيق ذاتك، أو ليست لديكِ الخبرة الكافية لاكتشاف الذات. اطلبي مساعدة متخصِّصة من أحد المشيرين أو المتخصِّصين في الإرشاد (اعلمي أنَّ مركز المرأة العربية اليوم يقدر على ربطكِ بأحد المشيرين المتخصِّصين القادرين على مساعدتك في هذا المجال).  

تذكَّري أنَّ المساعدة المتخصِّصة ستساعدك على:

• تحدّي وتشكيل القيم التي تؤمنين بها.
• الكشف عن أيَّة مشاكل في أنماط العلاقات الحاليَّة في حياتك.
• تعلُّم وممارسة مهارة أخذ القرارات وتنفيذها بطريقة عملية.
• اكتشاف الاحتياجات غير المُسَدَّدة.
• تسليط الضوء على أنماط السلوك السلبية أو العلاقات غير الصحيَّة ومعالجتها.

أتمنى لكِ أن تستمرّي في تعلُّم كل ما هو جديد ومفيد لهويتك وطاقتك وقدرتك على التغيير. تذكَّري أنكِ امرأة مميَّزة في كل مراحل حياتك، ورجائي هو أن تتمكَّني من إدراك أهم الأمور التي يجب أن تعرفيها عن ذاتك ورؤية كم أنتِ جميلة وموهوبة وقادِرة كلِّ يوم من أيّام حياتك.