لا تكتفي بالجلوس والتفكير والتمنّي
باب: اين أنا غداً
الكاتبة: كارولين فاخوري
التاريخ: ديسمبر 2, 2024
نتطلع دوماً للبدايات الجديدة، لتحقيق الإنجازات وإشباع الرغبات وتحويل الأمنيات إلى واقع نحياه. فالبدايات أمر نتطلع قُدُماً إليه ونعمل بجد لتحقيق ما كنا نظنه يوماً أمراً شاقاً أو ربما صنّفناه ضمن فئة المستحيل. لكن مع الجد والجهد لا شيء مستحيل، فحدود إرادتنا هي حدودنا الوحيدة. قاعدة البدايات الجديدة – ربما الوحيدة – هي العمل فالعمل فالمزيد من العمل لكننا نجد أنفسنا أحيانا نعمل بجد أكثر وجهد أكبر لكننا لا نرى تحقيقاً للأشياء التي أردناها، فلماذا هذا التأخير في إحداث الإنجاز المرجو؟ السبب في ذلك يعود لحقيقة أنه ينبغي العمل بذكاء أكثر لا بجهد أكثر. فالمزيد في الجهد عند تحريك صخرة كبيرة لا يجدي نفعاً لكن القليل من الذكاء لا يزيلها عن الطريق فحسب بل ربما يجعلها أداة مفيدة للمزيد من الإنجاز المُرضي والمُشبع. إذاً ما العمل؟ كيف أتحول من مجرد بذل الجهد إلى تحقيق الإنجاز؟ ما الذي ينبغي تغييره للوصول إلى النتائج المرجوة؟
إجابة هذا السؤال واردة في صيغة السؤال ذاته. فتغيير طبيعة الأداء هي ضمان النتيجة الحتمية. تغيير ماذا؟
إليكِ بعض الأفكار المفيدة لأمور ينبغي تغييرها لإحداث التغيير المطلوب لإنجاز البداية:
- تغيير الفِكر: المرحلة الأولى لأي بداية هي التفكير بها أولاً، فبدلاً من التفكير بالنهاية المرجوة والتوقف عندها ينبغي البدء بالتفكير بنقطة البداية وجميع النقاط الواصلة بين البداية والنهاية. يعلمنا الكتاب المقدس أن “تغيّروا عن فكركم بتجديد أذهانكم” أي أن أبدأ بتغيير فهمي وإدراكي للتفاصيل الصغيرة، فالنهاية الكبيرة ما هي إلا مجموع التفاصيل الصغيرة التي تم إنجازها خطوة خطوة.
- تغيير الإدراك: كل إنجاز ينطوي على تحديات متنوعة، بعضها سهل البلوغ في حين يشكّل بعضها لآخر تحدياً جدياً لقدراتنا الفكرية أو الجسدية أو النفسية. وهذا يصاحبه تقلُّبٌ شديد في المشاعر إذ أن التحدي ينشئ ضيقاً والضيق صبراً والصبر تزكية والتزكية تنتج رجاء لا يخزى. فإدراك الضغط النفسي وتقلب المشاعر يساعدنا على عدم الاستسلام لاضطراب المشاعر عند حدوثها بل يجعلها حافزاً لنا للمثابرة حتى ننال ما نبتغي. وإدراكنا لحجم المهمة يساعدنا على التخطيط السليم لها، كما أن إدراكنا للخطوات اللازمة يساعدنا على تنفيذ ما هو مطلوب.
- تغيير السلوك: عند اشتعال النار هنالك سلوكين منطقيين كل منهما يعطي نتيجة مغايرة للآخر. فإن أضفنا الخشب إليها زاد اضطرامها وإن أضفنا الماء خمدت. وهكذا السلوك، ينبغي أن يكون السلوك مؤاتيا للنتيجة المرغوبة يقرّبنا من النهاية المطلوبة بدلاً من إبعادنا عنها.
لا تكتفي بالجلوس والتفكير والتمنّي، بل تحرّكي وابدأي بتغيير كل ما ينبغي تغييره لتبدأي البداية الجديدة وتستمتعي بتحقيق نتائجها. طريق الألف ميل تبدأ بخطوة، فابدأي اليوم لتحصدي نتاج تعبك وجهدك الذكي. ولا تنسي أن تطلعينا على تجربتك وتشاركينا بالتحديات التي تواجهك لندعمك ومن ثم نشاركك فرح إنجازك.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.