خلافات لأتفه الأسباب
باب: من أنا اليوم
الكاتبة: بسمة قموه
التاريخ: سبتمبر 2, 2024
لقد تفاقمت مشكلة الانفصال والخلافات الزوجية في الآونة الأخيرة بين الأزواج، وعند مراجعة الأزواج في سبب الخلافات يجدون ذكر الأسباب محرجا لأنها بالفعل تكون تافهة وسخيفة. ولا ينبغي أن تؤدي إلى الخلافات الكبيرة التي تهدد حياة الأسرة السعيدة. ويتأثر الأبناء أيضا بالخلافات الزوجية بالدرجة الأولى حيث يشعرون بالتشتت وعدم الأمان داخل البيت نتيجة للخلافات بين الأهل.
أحيانا تحدث الخلافات بسبب كلمات يتفوه بها الزوج أو الزوجة من دون وعي، وتصبح عادة لا يمكن السيطرة عليها، مما يؤدي إلى جرح مشاعر الآخر وبناء حواجز من الغضب الداخلي الذي يصعب التعبير عنه بالكلمات ولكنه يترك أثرا كبير في النفس. كاستعمال ألفاظ تهين الشريك والاستمرار في استعمالها كوسيلة للتعبير عن الغضب. إن مصارحة أحد الطرفين للآخر بما يضايقه أولا بأول، هو أفضل من تأجيل الموضوع إلى أن يتفاقم بلا داع.
وفي دراسة أجرتها أحد المجلات عن أسباب الطلاق الذي آل إليه حال كثير من الأزواج، كانت معظم الحالات بسيطة لدرجة تعتبر تافهة لتؤدي إلى الطلاق. فالبعض قال أنه بسبب تسريحة شعر حيث أراد الزوج من زوجته أن تقلد إحدى الفنانات في تسريحتها، ومع رفضها تلبية طلبه طلقها واعتبرها عاصية لأوامره ورغباته. وآخر انفصل عن زوجته بسبب وقوفها خلف الشباك حتى يركب ابنها حافلة المدرسة وذلك بسبب خوفها عليه، ولكن الزوج لا يريد لها أن تقف هناك وعندما رفضت طلبه طلقها وبدون تردد.
طبعا إن دل هذا على شيء فيدل على أسلوب تربية خاطئ في عدم تقدير قيمة وجدية العلاقات.
وعلى أن الإنسان أصبح يلجأ إلى الطرق السهلة لحل مشاكله وهي عن طريق التهرب منها أو التعامل معها بسطحية. ويقول خبراء علم النفس أن أفراد الجيل الجديد من الشباب يجدون مساعدة كبيرة من الأهل في زواجهم ماديا أو معنويا. ويجدون أن التفريط بما حصلوا عليه سهل جدا وذلك لعدم تقديرهم أهمية الحياة الزوجية، وأي مشكلة حتى لو كانت بسيطة تصبح أزمة تؤدي إلى الانفصال.
يحتاج الزوجان إلى وعي كبير بالحياة الزوجية والحفاظ عليها، وعملية التعود والقبول تحتاج إلى صبر ومحبة شديدة، ومن ينجح في هذا ينجح في كل شيء في حياته. فليس من السهل أن يجد الإنسان شريكا يلبي كل حاجاته النفسية والعاطفية. وعليه هناك أمور يجب مراعاتها عند كل زوجين مقبلين على حياة جديدة، مثل مراعاة عدم تدخل الأهل في خصوصيات الزوجين، والاحتفاظ بخصوصية الأسرار والمشاكل الزوجية وحلها مع مختصين لكونهم حياديين تجاه المشكلة. وأيضا يجب توعية الأزواج الجدد بخطورة المشاكل الزوجية على حياتهم وما تؤدي إليه من نتائج هم في غنى عنها.
والطريقة العملية التي ينصح بها أخصائيو الإرشاد العائلي: هي أن يكتب الزوج أو الزوجة الأمور التي سببت الخلاف على ورقة، وأن يعيدا قراءتها عدة مرات في اليوم التالي للخلاف، لكي يجد كلاهما بنفسه تفاهة الشيء الذي أدى إلى نشوء الخلاف، ففي لحظة الغضب والتحدي يجد الشخص نفسه مقتنعا بكبر المشكلة وصعوبتها ويتخذ قرارات غبية بناء على انفعالاته الوقتية، ولكن عند الإمعان في أسباب الخلاف بعد الهدوء والتروي تظهر المشكلة بحجمها الفعلي، ويجد الاثنان وسيلة لحلها.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.