خصائص الشخص المؤثر التي تتعلق بمهارات الإدارة
باب: كيف أترك بصمة
الكاتبة: بسمة قموه
التاريخ: نوفمبر 9, 2023
هنا مكاني: خصائص الشخص المؤثر التي تتعلق بمهارات الإدارة
مجد مسؤولة قسم التخطيط الذي يضمُّ ثلاثة موظفين من الذكور المتمرِّسين في العمل. ثم تمَّ تعيينها بقرار إداريّ بعد أن عانى هذا القسم من عدَّة تحديات ومشاكل بين أعضاء القسم وبين إدارته القديمة.
تمكَّنت مجد من بناء أجواء من التعاون والاحترام والسلام داخل القسم، وليس ذلك فقط بل إنَّ أعضاء فريقها في القسم ابتدأوا باستخدام عباراتها المتداوَلة، وكأنَّ تأثيرها امتدَّ إلى مفرداتهم أيضًا وليس فقط إلى أدائهم.
أصبحت مجد محطَّ احترام كلّ المسؤولين نتيجة أدائها الوظيفيّ، بحيث أنَّها تُستشار في معظم الأمور الخاصة بالشركة. وعلى سبيل الدُّعابة، تمَّ إعطاؤها اسمًا (مسؤولة إخماد الحرائق)؛ لأنَّها لم تتعرَّض إلى أيِّ نوع من المقاوَمة في إدارتها للقسم من زملائها الرجال بل العكس صحيح، هي تجد منهم كلَّ التعاون والسُّرعة في تنفيذ أيِّ تعليمات خاصَّة بالعمل. بالرغم من تخوُّف المدير العام للشركة عند تعيينها في هذا المنصب دون زملائها من الرجال.
الإدارة المؤثِّرة
هل تسعَين إلى بناء علاقات مؤثِّرة وإدارة الفريق بنموذج إيجابيٍّ يصنع فرقًا، ويترك لكِ أرثًا في حياتهم الخاصَّة والمهنية حتى في حال غيابك؟
تعريف مفهوم التأثير في الفريق
هو تحفيز الأفراد على العمل بحماس وثقة لإنجاز الأعمال والمهامّ المحدَّدَة، كما أنها القدرة على إقناع الآخرين بمحاولة تحقيق أهداف محدَّدة بحماس وباختيارهم.
وهذا يتمُّ عن طريق مساعدتهم على اكتشاف جوهرهم الحقيقيِّ وشخصيّاتهم، واكتشاف ”شغفهم“ والأمور التي ”تحفِّزهم“ كلّ على حدا، مع مراعاة اختلاف الشخصيات من فرد الى آخر. وعندها ستجدين أنكِ أصبتِ أكثر من هدف، فها هم يحقِّقون طموحاتهم الشخصية والوصول إلى أهدافهم الخاصَّة، ويحقِّقون الهدف العامَّ ومصلحة الفريق كاملًا معًا.
العلاقة التي تؤثِّر وتصنع فرقًا
إليك نموذج من إحدى العلاقات المؤثِّرة التي تستطيعين أن تتبنّيها:
- اعتمدي نمط ملاحظة حاجات الفريق قدر المستطاع والوقوف إلى جانب الضعفاء.
- اكتسبى الثقة والاحترام بأن تبدئي بمنح الثقة للفريق ليشعر بأهمِّيَّته.
- حاولي أن تقومي بدور اللاعب والمدرِّب لتحفيز مَن حولك.
- لا تبخلي في تبادل مهاراتك مع الفريق وزيادة مهاراتهم.
- احتفلي بالإنجاز والإبداع مع الفريق واجعلي الفرح مُعديًا.
- تعاطفي؛ فالتعاطف والالتزام مع الفريق سيعود عليك بمثله.
التأثير في دوائر العمل
من المتعارَف عليه أنَّ التأثير في مجال العمل وإدارة الفريق يكون مهنيًّا محدودًا، وقلَّما يتعدَّى إلى التأثير في النواحي الإنسانية الشخصية، ومن المحتمَل أن تسود بعض النماذج غير المرغوبة مثل:
- الهيمنة وعلاماتها:
- سيطرة الفائز على الخاسر
- كبت لبعض الشَّخصيات
- فقدان متبادَل للاحترام
- تهميش بعض المهارات
- العزلة وعلاماتها:
- اتخاذ موقف رافض لآراء الآخرين
- الكفّ عن التواصل
- انعدام الثقة المتبادَلة
- تعليق مشاكل دون السعي إلى إيجاد الحلول
- انعدام الاهتمام المتبادَل بين الفريق ومَن يقوده
الارتقاء بالقيادة إلى التأثير
إذا كانت غايتك أن تكوني شخصية مؤثِّرة وفعّالة في مجال عملك وإدارتك للفريق، فلم يفت الأوان لذلك:
- قفي لإعادة النظر بأسلوب قيادتك وكيفية تعاملك مع السلطة الممنوحة لك لإدارة الفريق.
- حاولي ايضاً أن تحصلي على التَّغذية الرّاجعة من الفريق، وذلك يتمُّ بعدَّة طرق إما مباشرة أو بتعبئة نموذج يحتوي على تقييم معيَّن، ويفضَّل تقديمه من الفريق دون وضع الأسماء عليه؛ ليُعطى الفريق فرصة التعبير دون الشعور بالحرج أو الخوف.
- انتبهي لتفهُّمك للموارد البشرية من حولك وأنماط شخصيّاتهم واختلاف أسلوب التَّعامل مع كلِّ شخصية بالطريقة التي تناسبها وتحفِّزها.
- استخدمي عقول فريقك بجانب زنودهم، وأتيحي لهم الفرصة للمشارَكة في عمليات التَّخطيط واتخاذ القرارات والمشارَكة الفعّالة.
يمكنك الآن ملاحظة الكثير من الأمور من حولك فيما يتعلَّق بموضوع التأثير في فريق العمل، فمِن فهم لنفسك بطريقة أعمق والسعي إلى التغيير الإيجابي في طريقة أدائهم، إلى فهم لشخصياتهم وطرق التعامل معهم وتحفيزهم، والحذر وتجنُّب الأنماط السلبية في قيادتهم. الأمر الذي يؤدّي بكِ إلى الوصول إلى التأثير الإيجابيِّ وترك بصمة واضحة في إطار الإدارة وفريق العمل.
واخيراً وعند الأخذ بكل هذه الملاحظات، ستجدين أنَّ تأثيرك يمتدُّ إلى خارج جدران مكان عملك أو إقامتك. فالتأثير الصحيح ليس له حدود ويتخطّى الزمن أيضًا. فلا زال العالم يتكلَّم عن شخصيّات عاشت ومضت، ولكنَّ مواقفها وكلماتها وأفعالها لا زالت مصدرًا لإلهام الكثيرين عبر الزمن.
هل تطمَحين أن تكوني ضمن هذه القائمة؟
- المراجع:
كتاب “ما هو أسلوبك في الإدارة؟” للكاتب مايرن راش