الحزن الخفي المصاحب للمرض

باب: من أنا اليوم

الكاتبة: بسمة قموه

التاريخ: أكتوبر 1, 2024

إنّ الأمراض عادة تسبب الألم والضيق، وبعض الناس لا يحتملون الألم والبعض يعتبر نفسه بطلاً في تحمّل الآلام الجسدية. ويكون عادة معتاداً عليها ويمارس حياته العادية رغم وجود ألم ما مثل الصداع أو آلام الظهر. ولكن ماذا عن مشاعر الحزن التي ترافق بعض الحالات المرضية؟ والتي تؤثر على الحالة النفسية وخصوصاً عند المرأة مثل استئصال الثدي نتيجة أورام سرطانية أو استئصال الرحم. مما يترك آثاراً نفسية تبقى ساكنة داخل المرأة إلى وقت طويل.

إنّ جسد المرأة إلى جانب كونه يعطيها تفرّداً وجمالاً إلا أنه أيضاً مرتبط بوظيفتها كأمّ منذ أن تولد.

إنّ مشاعر الأمومة داخلها قوية وتنمو مع مرور الأيام. فما إن تبلغ الفتاة سنّ البلوغ وتحصل الإباضة لأول مرة حتى تشعر بارتياح أنها فتاة طبيعية قادرة على إنجاب الأولاد وإرضاعهم وأنها إنسانة كاملة وصحيحة. لذلك فإنّ مشاعر الأنوثة تصاحبها دائماً مشاعر الأمومة وعليه فإنّ الأعضاء في جسدها التي تعزّز هذه المشاعر هي مصدر ثقة لها. وعند تعرّض أيّ عضو إلى مرض معين تشعر بحزن دفين يهدّد إحساسها بالأمومة والجمال.

إنّ عملية استئصال الرحم هي عملية انتزاع جزء مهمّ من جسد المرأة له علاقة بأولادها ومكانهم الأول الذي سكنوا به لمدة تسعة أشهر. وهذه العملية يرافقها بعض الحزن رغم أنّ المرأة تكون قد تعدّت مرحلة الانجاب إلا أنها تشعر أنّ عضواً مهماً جداً قد فُقد من جسدها. وأنّ انتهاء مرحلة الدورة الشهرية علامة للشيخوخة المبكرة، ولم تكن تتوقّع أن تشعر بهذه المشاعر تجاه نفسها. ولكن في الواقع هذه الأمور هي مشاعر وقتية لا تلبث أن تزول. وذلك لأنّ الله في خلقه العجيب أعطانا أن نقدِّر نعمة الصحة وأن نتقبّل أيضاً أيّ عارض مرضيّ وألا نعتمد في سعادتنا على أمور وقتية. فالله يريدنا أن نكون أصحاء روحياً ونفسياً حتى نكون في كلّ حين شاكرين ومثمرين في حياتنا وسببَ سعادة لمَن حولنا تحت كلّ الظروف. وخصوصاً إذا كنا أمهات حيث أننا نشكِّل صورة وعبرة لأولادنا في تحمّل الأمور الصعبة.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#المرأة العربية اليوم #حزن #مرض #نفسية