ضغوط الأقران
باب: اين أنا غداً
الكاتبة: بسمة قموه
التاريخ: يوليو 5, 2025
من المؤثرات الشديدة والواضحة في حياة كل فتاة تأثير الصديقات المباشر على السلوك والقناعات وطريقة التفكير، وتلعب الرفيقة دورا مهما في حياة الفتاة، وخاصة خلال مرحلة التطور والانتقال من مرحلة الاعتماد على الأهل إلى الاعتماد الكلي على النفس، إذ تشكل الصديقة جانب الدعم الاجتماعي والنفسي الذي تحتاجه كل شابة في هذه المرحلة.
وليست بالضرورة أن تكون ضغوط الأقران دائما سلبية وتقود إلى سلوك مشين.
ولكن يمكن ملاحظة بعض التأثيرات الإيجابية في كثير من الأحيان وخصوصا بين الصديقات، وهذا ما تنبهت له معظم الجهات المسئولة عن رفع مستوى الوعي في بعض الأمور الصحية كالتدخين والكحول، وحتى تعاطي المخدرات، ودربت أشخاصا من فئة الشباب والشابات، وذلك متماشيا مع نظرية التعليم الاجتماعي: (أن التشابه في الفئة العمرية والاهتمامات بين الشخص الذي يقدم الرسالة والشخص المستقبل لهذه الرسالة يزيد من القدرة على الإقناع). وذلك لوجود الأشياء المشتركة التي تمر بها الفتيات بشكل عام في مجتمع ما. فقامت عدة جهات متخصصة بخدمة المجتمع بتدريب الفئة العمرية الصغيرة في التعرف على مسببات الأمراض المنتشرة بين الشباب، وجعلتهم يشاركوا هذه المعلومات مع أقرانهم لضمان وصول المعلومة وتأثيرها.
وقد نجد اختلافا كبيرا بين الفتيات في طريقة التعاطي مع الصديقات، فهناك شخصيات تلتمس إسعاد الآخرين والحصول على قبولهم، فنجد هذه الفئة كثيرة التقليد والانصياع وراء رأي الشلة التي ترافقها، وذلك لاهتمام الفتاة الشديد برأي المجموعة بها، وتسديد حاجتها النفسية. بينما هناك شخصيات واثقة صانعة لقراراتها بنفسها، تكون أقل عرضة لتأثير الصديقات حتى لو جعلهم هذا يتعرضون للسخرية أو الرفض.
ومن العلامات والدلائل التي تظهر في الفتاة التي تصمد ولا تنصاع لضغوط الأقران السلبية:
- ميل الفتاة إلى تنمية مهارات صنع القرار، ومعرفة الاختيارات المتاحة واختيار الأفضل دون الاستسلام لرأي المجموعة أو الصديقة. والعكس يحدث مع الفتاة الضعيفة الشخصية التي تنتظر أن يملي عليها الآخرين خطوط حياتها وتصرفاتها، وقراراتها.
- تستطيع الفتاة الواثقة أن تحسب النتائج السلبية والإيجابية قبل الإقدام على أي تصرف، بغض النظر عن رأي المجموعة بها وذلك دون الاكتراث يرضى الآخرين عنها.
- تتميز الفتاة القوية الشخصية بالمبادرة وتحفيز الآخرين على القيام بعمل ما، ولا تكون متلقية للتعليمات بشأن ما ينبغي عمله؟
- قد تواجه الفتاة ذات الشخصية القوية والريادية بعض الصراع بين رغبتها ورغبات الصديقات، ولكنها تستطيع أن تصل إلى حلول مرضية للطرفين دون أن تحصد سلبيات التأثر بالأقران.
- أما من ناحية أخرى فنجد فتيات يقعن تحت تأثير الأقران السلبي وتختلف أمور حياتهن إلى الأسوأ، دون أن يدركن ذلك إلا بعد فوات الأوان، ويقعن تحت عادات سيئة كالتدخين وشرب الأرجيلة، والتسيب في علاقات غير مقبولة اجتماعيا مما يرغمهن على تبني الكذب أيضا كوسيلة حماية لهن.. والخ من أمور قد تكون الفتاة في غنى عنها لو وقفت وقفة قوية بوجه كل أصدقاء السوء.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.