التمرّد
باب: من أنا اليوم
الكاتب: تيد ريب
التاريخ: فبراير 3, 2025
عن كتاب “ارعَ قلب طفلك”
سنوات المراهقة هي عادة سنوات الثورة والتمرّد. بعض حالات التمرّد هي ببساطة محاولات ضالّة لتحقيق الفردية. ولكن عادة ما يكون لتمرّد المراهق جذور أعمق. عند بعض المراهقين يكون التمرّد تعبيراً عن التمرّد الذي كان كامناً منذ طفولته.
يفشل أحياناً الآباء في فهم هذا. لقد تحدّثت مع بعض الآباء الذين نسبوا التمرّد لحقيقة أنّ الأسرة غيّرت محلّ إقامتها، أو أنّ الطفل اتخذ له أصدقاء جدداً، أو بدأوا في الاستماع للموسيقى الصاخبة. بينما يجب علينا أن نعرف سريعاً، أنّ انتقال الأسرة يمكن أن يجرح، وأنّ الأصدقاء يمكن أن يكون لهم تأثير سيئ وأنّ بعض الموسيقى توضح التمرّد، المشكلة أعمق من كل هذا.
تذكّرت رؤيتي لأب يُقوّم ابنه، الذي في الصف الرابع. كان يلوم الابن (أمام الآخرين) ويطلب منه أن يطيعه. وبينما هو يطيع، كانت التكشيرة على وجهه تعلن غضبه وعداءه تجاه والده. ما الذي جعله لا يعلن تمرّده حتى هذا الوقت؟
ببساطة: كان صغيراً ولا يزال يخاف والده ولا يجرؤ على توضيح غضبه الذي شعر به. فقط أظهره في نجهّمه.
بعد سنوات، تمرّد هذا الصبي. فقد صادق بعض الأصدقاء الأشرار، وسمع موسيقى مضادّ للمجتمع. ولكنّ بذار التمرّد لم تُبذَر من الأصدقاء المتمرّدين. إنّ فكرته الجرئية لم تبدأ بالقصائد المضادّة للمجتمع التي لها موسيقى صاخبة. وإنما تمرّد قلبه كان تعبيراً عما شعر به كطفل في الصف الرابع إذ عانى من الإهانات أمام الجميع.
أشعر بالذهول دائماً تجاه سرعة وجرأة المراهقين حين يلتقون ببعضهم البعض. المرهق المتمرّد، الجديد بالمدرسة، سيجد سريعاً أصدقاء متمرّدين. لماذا؟ إنّ المراهق يسقط في شركة التمرّد لأنه ثائر. إنه لا يصبح متمرِّداً بسبب شركة التمرّد التي يشترك فيها.
حين يكون الطفل صغيراً، قد يشعر بالتمرّد في بعض الأحيان. قد يعبّر عن تمرّده في بعض المناسبات. وطالما كان صغيراً، ومعتمداً بالكامل على والديه، فهو لا يستطيع أن يثور. إنه ما زال يحتاج إليهما، ما زال لديهما الكثير من القوة. على أية حال، بمجرّد أن يبدأ في تصوّر قدرته على الحياة بمفرده بدون والدَيه، فإنه يبدأ في إظهار تمرّده. وعادة ما يظهر الآباء أنهم في مفاجأة، في حيان أنهم يتوقّعون هذه الثورة منذ سنوات.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.