إعداد: بسمة قموه
تجتاح كل عائلة في هذه الأيام أجواء من التوتر والقلق، وتعلن حالة الطوارئ في العائلة وذلك ليتسنى للأولاد أن يجدوا أجواء مناسبة للدراسة، ولكن هل هذا هو المطلوب؟ هل فعلا يتغيير نظام البيت والاستنفار وعزل العائلة عن النشاطات الاجتماعية يوفر أجواء للدراسة أم رعبا وقلقا؟
يعتقد الأهل أن هذا الوقت هو الوقت الحاسم في حياة ابنهم العلمية، وأن كثرة الدراسة في هذه المرحلة هي التي تحدد مصيرهم، مما يجعلهم يعانون هم أنفسهم من قلق كبير ينتقل بالعدوى إلى الأولاد الذي يدخل بعضهم في حالة من التوتر تنعكس على تفكيرهم وتركيزهم، وقد تظهر أعراض مرضية جسدية في هذه المرحلة وخصوصا لطلاب المرحلة الثانوية الذين يعتبرون هذه الامتحانات تقريرا لمصير حياتهم ودخولهم إلى الجامعات وبالتخصص المطلوب.
إذا ما هو دورنا كأهل في هذه المرحلة؟
إن خلق الأجواء الدراسية أمر مطلوب، وتقليل بعض النشاطات أمر لا بد منه، ولكن أن يتحول البرنامج الأسري كله بالكامل إلى حلقة دراسة مستمرة وسجن فعلي للأولاد هو ما ينعكس سلبيا عليهم، وما نحتاجه استعدادا لهذه الفترة هو الجلوس سويا ووضع برنامج يشمل على كل جوانب الحياة من راحة وطعام وتنزه ودراسة، وحتى لقاء بعض الأصدقاء لأن في ذلك تجديد للذهن وتفريغ للضغط النفسي الذي يعيق عملية التركيز إذا لم يفرغ أولا بأول.
كأمهات أيضا علينا الاهتمام بنوعية الغذاء ومحاولة إضافة بعض الحلويات التي تعطي طاقة للجسم وتمتع الأولاد وتشجعهم على المكوث لفترة أطول في غرفة الدراسة، وخصوصا إذا قدمت أثناء فترة الدراسة، وأيضا عدم تحميل الطالب فوق إمكانياته بترديد عبارات مثل: أريد العلامة كذا! وأريد أن تحصل النتيجة كذا! فهذا يسبب الفزع للطالب من عدم تحصيله لتوقعات والديه مما يعيق استرخاءه ودراسته بطريقة سليمة.
لذلك اخلقي أجواء مريحة داخل المنزل ولا تقارني ساعات دراسة أولادك بساعات دراسة أصدقائهم أو أقربائهم لأن هذا يزيد من توترهم، واجعلي من أيام الامتحانات أياما جميلة وبدلي فكرة الخوف إلى استمتاع فعلي، وكافئي أولادك على التزامهم بجدول دراسي مسبق حتى تخلقي عندهم الحافز للالتزام بهذا الجدول، صلي معهم لكي يشعروا بمحبتك ورضاك عنهم، وضعي في قلوبهم الاتكال على الرب حتى تكون حالتهم النفسية عالية وأدائهم صحيح.
