العلاقة بين الأم وابنتها

باب: كيف أترك بصمة

الكاتبة: بسمة قموه

التاريخ: أكتوبر 13, 2025

عن مقالة ريتا ساسين – بتصرف

إن علاقة الأم بابنتها هي الأكثر روعة والأكثر تعقيدا في الوقت عينه، ولأن بنات اليوم هن أمهات الغد وما نزرعه في حديقة الحاضر نحصده في بستان المستقبل. وإن العلاقة التي تترك الأثر الأكبر في حياة كل فتاة هي علاقتها بوالدتها. فما يجمع بينهما رابط قوي جدا ويمكن لقوته أن تتحول إلى خطر كبير، لأن الأم هي القدوة التي تتمثل بها الفتاة منذ طفولتها والصورة التي على شبهها تكون شخصيتها كشابة أو كامرأة وأم. وسنطرح بعض المشكلات التي قد تشوب هذه العلاقة:

  • المشكلة الأولى: أم نسيت أنها امرأة
  • المشكلة الثانية: امرأة نسيت أنها أم
أم نسيت أنها امرأة:

تكمن المشكلة هنا في السيطرة الكاملة للأم على ابنتها دون أن تقصد، فهذا النوع من الأمهات لا يظهرن قدرتهن على الحب إلا لبناتهن فينسين دورهن كنساء ويقتلن علاقتهن بالزوج، وبهذه الطريقة يجعلن بناتهن يواجهن مشكلتين. المشكلة الأولى تكمن في الخلل الذي سيولد في علاقة الأم بالأب، وبالتالي تتغير فكرة البنت عن الزواج المثالي والثنائي المتوافق، وهذا سيؤثر على حياتها الزوجية والعاطفية في المستقبل. والمشكلة الثانية هي أن الأم التي لا تظهر عطفها إلا لابنتها تتحول إلى أم متسلطة ليس بمعنى القسوة بل بمعنى التملك والغيرة على الابنة مما يولد عند البنت عدم الاستقلالية، فهي لا يمكن أن تكون إلا كما تريدها أمها. وتشعر بالاختناق وبالذنب إذا احتاجت إلى القليل من الحرية في الأفكار والمشاعر، وكأنها تخالف أوامر والدتها ويبقى هذا الشعور نائما في اللاوعي ويؤثر على مجرى حياتها وعلاقاتها المستقبلية مع زوجها وأولادها الذين سترى نفسها تعاملهم لا شعوريا المعاملة نفسها.

امرأة نسيت أنها أم:

وهذه حالة الأم التي لا تهتم إلا لكيانها كامرأة وليس لدورها كأم، هذا النوع من النساء هو النوع الذي لا يهتم إلا للزوج والحياة المهنية والاجتماعية، وهنا لا تجد الفتاة لها مكانا في حياة والدتها فتفتقر إلى الحب والاهتمام والرعاية، مما يؤثر أيضا على علاقتها المستقبلية وتوازنها العاطفي لأنها ستشعر أن لا أحد يحبها، فمن سيحبها إذا لم تحبها أمها؟ وهذان البحث والعطش الدائم للحب، سيجعلان هذه الفتاة الضحية مذنبة لا محال في حق أولادها لأنها لن تستطيع إعطاءهم الحب الكافي كونها منشغلة بالبحث عنه لنفسها!

نرى أن تأثير الأم وعلاقتها بابنتها له آثار كبيرة جدا وتمتد من جيل إلى جيل، وعلاقة الصداقة التي قد تنشأ بين الأم وابنتها يجب أيضا أن يكون لها حدود حتى لا تتحول الفتاة إلى صورة طبق الأصل عن أمها وتذوب خصوصية شخصيتها وميولها في محاولة إرضاء الأم، ويصبح التقليد هو المنهج الذي تتبعه الفتاة، والخطر من التمادي في الصداقة بين الأم وابنتها قد يخلق جوا من التنافس مثل الذي ينشأ بين الصديقات ويدخل عنصر الغيرة أيضا ليشوه صورة الأم التي هي في النهاية الحضن والمرجع للفتاة في مراحل عمرها المختلفة. إذا ما هو الحل؟

على الأم أن تحاول جاهدة الحفاظ على صورتها كأم لابنتها قبل كل شيء، تحبها دون أن تخنقها، ترعاها دون أن تسجنها، تربيها دون أن تستبد بها، أن تكون صديقة لابنتها عندما تشعر بأن هذه الأخيرة بحاجة لها كصديقة تنصحها وتخفف عنها أحزانها، وفي النهاية يجب على الأم أن تحافظ على المرأة الموجودة فيها فتعلم ابنتها سر الأنوثة وعظمة المرأة. فإن قوة الأم في حدسها ومعرفة احتياجات ابنتها المتعددة، وما يجب أن تفعله هو أن تجمع كل الصفات التي تحدثنا عنها بطريقة معتدلة.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#أم #المرأة العربية اليوم #بنت #علاقة