يوم ارتدت سلمى بدلة القرار

باب: كيف أترك بصمة

الكاتبة: سلام نور عماري

التاريخ: سبتمبر 15, 2025

كانت “سلمى” تجلس على حافة الكرسي في قاعة البلديّة، أناملها ترتجف، لكن نظرتها كانت ثابتة. لم تكن المرة الأولى التي تتحدث فيها أمام جمهور، لكنها كانت المرّة الأولى التي تقف فيها كمرشّحة للانتخابات.

تذكّرت كيف بدأت القصة قبل سنوات، حين كانت تُشارك في لجان الأحياء، وتنظّم لقاءات توعوية للنساء عن حقوقهن. آنذاك، كانوا يُخبرونها:


“السياسة لعبة الكبار… وللكبار فقط”،
وكلمة “كبار” كانت دائماً تعني “رجال”.

لكن “سلمى” لم تقتنع. كانت ترى بعينها كيف يمكن لقرار صغير ، كإضافة إنارة في شارع مظلم ، أن يُغيّر حياة نساء كثيرات يرجعن من العمل ليلاً. وكانت تشعر أن صوتها ليس فقط مهمًا، بل ضروريًّا.

لقد حاربت أفكارًا مغلوطة، وواجهت تعليقات جارحة، وابتسمت كثيرًا بينما كانت تقاتل في صمت. ومع كل امرأة كانت تقول لها: “أنا فخورة بكِ”، كانت تعرف أن التراجع لم يعد خيارًا.

التمكين السياسي: ليس رفاهية… بل ضرورة

قصة سلمى ليست خيالية. إنها تجسيد لمسيرة آلاف النساء في العالم العربي اللواتي كسرن الحواجز، ورفعن أصواتهنّ في أماكن كان يُفترض أن يَصمتن فيها.

التمكين السياسي للمرأة لا يعني فقط أن تدخل المرأة البرلمان أو تشغل منصبًا وزاريًا، بل يعني أن يكون لها دور مؤثر في صناعة القرار، من المجلس البلدي إلى قاعات الحكومة.

لأن المرأة حين تشارك، تُنصت لصوت المجتمع كله. فهي تفهم الواقع، وتلمس الحاجات، وتضع العدالة على الطاولة.

أرقام تتحدّث… لكن الطريق طويل
  • النساء يشكلن نصف المجتمعات، لكن تمثيلهنّ السياسي لا يزال أقل بكثير.
  • في بعض الدول العربية، لا تتجاوز نسبة النساء في البرلمانات 20%.
  • ومع ذلك، فإن البلدان التي فتحت المجال للمرأة سياسيًا شهدت تحسنًا في ملفات الصحة، التعليم، والحماية الاجتماعية.

التمكين السياسي ليس مجرد شعار، بل هو مفتاح للتنمية الحقيقية.

متى تبدأ الحكاية؟

التمكين لا يبدأ من صندوق الاقتراع، بل من البيت.
حين تُربّى الفتاة على أن رأيها مهم، وأنها تملك الحق في أن تحلم وتقود.
حين تُشجَّع على النقاش، وتُدرَّب على القيادة، وتُمنَح فرصة التعبير.

يبدأ من المدرسة، من المناهج التي تذكر أسماء رائدات عربيات كنّ جزءًا من صنع القرار.
يبدأ من الإعلام، من القصص التي تُعرض، ومن النماذج التي تُقدَّم.

المرأة لا تطلب إذنًا… بل تصنع الفرق

سلمى، ونساء كثيرات مثلها، لا ينتظرن أن يُفتح لهن الباب… بل يصنعن المفاتيح.
إنّ التمكين السياسي للمرأة ليس نضالًا فرديًا، بل هو حق جماعي يخصّ كل من يحلم بمجتمع عادل.

لعلّكِ اليوم لستِ مرشحة، ولا سياسية. لكن قد تكونين أنتِ من تغيّر فكرة لدى فتاة، أو من تصوّت لامرأة جريئة، أو من تُعيد كتابة حكاية المشاركة من جديد.

ففي كل مرة ترتدي امرأة بدلة القرار… تتغير خارطة المستقبل.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#المرأة العربية اليوم #تمكين #سياسي #قرار