الإعجاب المزدوج

إعداد: بسمة قموه

كثيراً ما تجد الفتاة نفسها منقادة بشعور الإعجاب والانبهار بشاب معين من المحيط التي تتواجد فيه باستمرار، كزميل في العمل أو أحد الأقارب. ويبدأ الشعور بالإعجاب يتحول تدريجيا إلى مشاعر محبة واهتمام متزايد بهذا الشخص. ولكن الأمر المحرج هو أن تكتشف أن صديقتها تشاطرها المشاعر تجاه نفس الشخص. وهنا تبدأ المشكلة.. فلو كنت مكانها أو حدث معك هذا بالفعل فهل تتخلين عن مشاعرك تجاهه؟ أم تحاربين وتخسرين صديقتك لأجل هذا الشخص؟ وكيف ستتصرفين حيال هذا الموضوع بحيث لا تظلمي نفسك أو تظلمي صديقتك العزيزة أيضا؟

قد يكون هذا الإعجاب انطلاقة لبناء علاقة عاطفية، وقد يبقى بعيداً لا يتخطى حدود الصداقة. وفي الحالة الثانية أنصحك بألا تدعي الأمر يؤثر على علاقتك بصديقتك بحيث تفقدينها لمجرد وهم رسمته في مخيلتك عن علاقة قد لا تجد تجاوبا من طرف الشاب. لذلك قبل اتخاذ أية خطوة عليك أولا التأكد من أن الشاب يبادلك نفس المشاعر، وأن هناك فرصة لتتطور العلاقة وتصبح شرعية من كلا الطرفين. وبعد ذلك يمكن أن تتخذي من صديقتك مرشدا لك في التعبير عن مشاعرك الصادقة وسؤالها بعيداً عن الخبث والضغينة عن مشاعرها الحقيقية تجاه هذا الشاب وهل هي جادة في مشاعرها أم أنها مجرد تسلية وإعجاب سطحي ولا يتعدى ذلك.

وقد يساعد هذا الأمر في تقوية علاقتكما كصديقتين كونكما تتشابهان في التوجهات ونظرتكما للأمور والأشخاص قريبة، فيعتبر هذا الأمر كداعم لعلاقتكما بدلا من أن يكون عامل خسارة لبعضكما البعض، هذا على اعتبار أن هذا الشخص فعلا يكن مشاعر صادقة تجاه أحدكما دون الأخرى. وهنا يأتي التحدي في فحص مشاعر الصداقة التي تقدم سعادة الآخر على النفس، ويعتبر هذا الامتحان محكا لصداقة قوية تدوم مدى الحياة على أساس متين.

اجلسا معاً واختبرا مشاعركما بصراحة، تكلما أكثر عن الأمور التي تعجبكما بهذا الشاب، ولتفحص كل واحدة حقيقة وصدق مشاعرها وكفايتها لعلاقة تدوم إلى الأبد، فلا يكفي الإعجاب بالشكل الخارجي أو المنصب والوظيفة، بل يتعدى هذا إلى أعمق بكثير ومن هنا ستكتشف كل منكما أيهما تحمل مشاعر أعمق وأصدق من الأخرى وهذا يحدد من هي المؤهلة للدخول في هذه العلاقة بجدية وصدق. ويجدر التحذير هنا من عدم التخوف من استمرار الصداقة أو تغيرها بعد هذا الكشف للمشاعر في المستقبل والخوف من تلك الصديقة، بل على العكس، ينبغي الحرص على صداقتها واحترام هذه المشاعر التي سكنتها مرة واعتبارها مشاعر إيجابية لتنمية الصداقة وليست خطرا. فلتنتصر الصداقة إذا عن طريق انسحاب أحد الأطراف وترك المجال للآخر.