إعداد: بسمة قموه
السؤال الذي يطرح نفسه: هل النكد طبيعة في النفس؟ وهل هو جزء من تركيب الشخصية وجين وراثي مترسّخ في المنظومة الوراثية؟ وهل ينتقل من جيل لآخر لكي تحافظ العائلة على صفة النكد؟ أم أنه سلوك مكتسَب نتيجة تلوّث الأجواء المحيطة بعدد من التجارب الصعبة والتحدّيات المالية والاجتماعية التي تسرق السعادة والتفاؤل من قلب صاحبها؟
تتعدّد الأسباب الحقيقية للنكد كما أعلن علماء النفس وأطباء الجسد، حيث يقول علماء النفس أنّ النكد وسيلة تعبير تصاحب بعض الأمراض النفسية الناتجة عن العدوانية والرغبات المكبوتة، ومشاعر جنسية دفينة ومشوّهة. بينما يعزي الأطباء النكد إلى مرض عضوي أو خلل في وظائف الأعضاء وإفراز الهرمونات، أو تلف في التوصيلات بين الخلايا الدماغية المسؤولة عن إدارة شؤون اللذة والألم.
مع أنّ النكد ليس مصطلحاً علمياً، غير أنّ له في الأذهان معانيه وصوره وأبعاده، ونتائجه غير المحمودة، وهذه السمات التي ترافق النكد مثل:
- العبوسة والتجهّم.
- العدوانية، والاستعداد الدائم للشجار.
- تكبير الصغائر من الأمور السلبية.
- تفسير الأمور على محمل سيء.
- نبش الماضي والاستمتاع بعيش حالة الكره لكلّ شيء.
ويبتعد الناس عادة عن الشخص النكد لأن الحياة تبدو معه بلون أسود حيث ينعكس نكده على من حوله، حيث يشير كثيراً إلى العيوب، ولا يكفّ عن اللوم والمعاتبة والانتقاد والتسلّط وأخذ دور الواعظ.
ومن أسوأ الأمور التي يمكن أن تحدث أن يكون هذا الشخص مثلاً في موقع مسؤولية، ويدير مؤسسة أو عملاً ما، أو يكون الأب أو الأم في البيت.. فهذا يسمّم حياة الأشخاص الذين في دائرة نفوذه أو نفوذها، فالأم النكدية مثلاً تجلب التعاسة للعائلة بكاملها، حيث أنّ الأطفال يرَون الحياة بعيون أمّهم، ومن هنا يجب مساعدة كل شخص تبدو عليه أعراض النكد للخروج من هذه الحالة، سواء عن طريق أشخاص مختصّين لوضع الأيدي على الأسباب ومحاولة علاجها سواء كانت أسباباً خارجية أو جسدية أو نفسية. وإذا شعر أيّ شخص أنه يميل إلى النكد لا إرادياً فعليه المسارعة للتخلّص من هذا السلوك قبل أن يستفحل الأمر ويصعب التخلّص منه.