“فقالت راعوث: لا تلحّي عليّ أن أترككِ وأرجع عنكِ، لأنّه حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بِتِّ أبيت. شعبكِ شعبي، وإلهكِ إلهي.” (راعوث ١: ١٦)
في العديد من الثقافات العربية، تُصوَّر العلاقة بين الحماة والكنّة على أنها صعبة ومتوترة، وتُغذّي وسائل الإعلام هذا التصوّر من خلال تسليط الضوء على الصراعات والمنافسات. وقد أدّت هذه الصور النمطية في بعض الأحيان إلى مشكلات حقيقية في الحياة الزوجية، وصلت إلى الانفصال بسبب الخلافات بين الزوجة وأم الزوج.
لكن قصة راعوث ونعمي في الكتاب المقدس تقدّم نموذجًا مختلفًا، يرتكز على المحبة والولاء والاحترام. بدأت راعوث التزامها تجاه نعمي بإعلانٍ قوي، قالت فيه: “حيثما ذهبتِ أذهب… شعبكِ شعبي، وإلهكِ إلهي” (راعوث ١: ١٦). لم تكن إيمانها مجرد كلمات، بل عملاً فعليًّا، إذ قالت لنعمي: “دعيني أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل” (راعوث ٢: ٢)، لتؤمّن لهما القوت.
راعوث أيضًا قبلت نصيحة نعمي باتضاع وثقة، حين أرشدتها إلى كيفية التصرّف مع بوعز (راعوث ٣: ١-٣). وقد أثنى بوعز على أخلاقها، معترفًا بفضلها في اختيارها للاستقامة بدلاً من السعي وراء مصلحة شخصية (راعوث ٣: ١٠).
إن علاقة راعوث ونعمي تكسر القوالب النمطية السلبية المرتبطة بعلاقة الحماة بالكنّة، وتُظهر أن الإيمان والاحترام والتواضع يمكن أن يحوّلوا أصعب العلاقات إلى مصدر للبركة والقوّة. ويمكن تطبيق هذا المبدأ في أي علاقة: بين المعلّم والتلميذ، بين ربّ العمل والموظّف، أو بين القادة والمُتّبعين. الله وضعنا في علاقات ليس لنهين بعضنا البعض، بل لنمجّده من خلالها.
صلاة:
نشكرُك يا رب لأنك أعطيتنا أمثلة لأشخاص كانوا ضعفاء مثلنا، لكنك صنعتَ منهم مؤمنين عظماء بعملك في قلوبهم. ساعدنا يا رب أن نكون طائعين وخاضعين لك، ولا نحزن الروح القدس الساكن فينا. في اسم يسوع نصلي، آمين.