إعداد: نبيلة توفيق
آية التأمل: “وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب..” (تكوين 28 :15).
من خلال قراءتنا لقصة يعقوب نجد أنه من الطبيعي أن يجني ثمر خداعه لأبيه واغتصاب بركة أخيه, فقد حقد أخوه عيسو عليه وخطط لقتله, وأغلقت أمامه أبواب النجاة ولم يعد أمامه إلا الهرب إلى المجهول.. وهرب يعقوب وتبدلت كل حياته في لحظات، فقد صار فقيراً بعد أن كان من الأغنياء, وأصبح وحيداً بعيداً عن أسرته وخاصة أمه.
ودخل في برية مخيفة وغابت عليه الشمس فلم يجد سوى حجارة الصحراء لكي يضعها تحت رأسه محاولا النوم, إلا أن القصة لا تنتهي هنا، فالرب لم يترك يعقوب فريسة لمخاوفه, فالبرية التي كانت منذ قليل تعلن عن مأساة يعقوب هي نفسها التي ينصب فيها سلما يمس السماء ويرى سماء مفتوحة لا لأنه فعل أمورا عظيمة.. بل لأنه في احتياج وخوف وتعب..
الخوف أخطر قذيفة يوجهها إبليس لنا.. لأنه يدرك أننا عندما نستسلم لسلاح الخوف نفقد الإيمان بحماية الله لنا, ولا يمكن التصدي للعدو إلا بالإيمان.. فإبليس يحارب السائرين مع الرب لكي يحرمهم من كل بركات الطريق وعطايا الروح.. فإله كل نعمة الذي تعودنا على أن مراحمه جديدة في كل صباح يحول اللعنة إلى بركة والشر إلى خير, نجده يفتح لنا أبواب السماء كما فتحها ليعقوب ليعرفنا أننا غير متروكين ونحن في البرية، ويسمعنا نفس الكلمات الخاصة جداً التي سمعها يعقوب وهو في أشد الاحتياج إليها “أنه معه وسوف يحفظه حيثما يذهب ولن يتركه”..
عزيزتي.. أن إله النعمة الغنية يقدم لك اليوم نفس الوعد: “لا أهملك ولا أتركك”.. فدعينا نعلن بثقة: “الرب معين لي فلا أخاف ماذا يصنع بي إنسان”..
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.