إعداد : د. ماجد عزمي – عن كتاب كَلمِتي
»وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ« يوحنا 34:13-35
من أكثر الكلمات التي تم تشويهها في مجتمعنا الحاضر «الحب». لقد فقدت الكلمة معناها وصارت مرادفًا لأمور أخرى: فالشهوة حب، والإعجاب حب، والجنس حب. إنما الحب هو شعور مركب يحمل في داخله أحاسيس كثيرة ومكونات كثيرة نعرض لك منها أربعة أركان أساسية عندما تجمعهم معًا تجد صورة الحب الذي تكلم عنه السيد المسيح.
الحب يحوي القبول غير المشروط: هذا القبول الذي يفتح القلب للآخر بالرغم من الاختلاف، هو لا يشترط تغيير الآخر ليصير مثلك كي تحبه، أو أن يفعل الآخر ما يرضيك لكي تحبه، ولكنه قبول خالي من الاشتراطات يضع الكينونة قبل الفعل. لأن ما أنت عليه هو أهم عندي مما تفعله.
الانفتاح: وهو أمر مهم؛ فلا معنى لأن تقول أنك تحب إنسان وأنت تغلق قلبك عنه، لقد شارك السيد المسيح مشاعره مع التلاميذ في اللحظة التي صرح فيها لهم أنه لا يعود يسميهم عبيدًا بل أحباء لأنه أخبرهم بكل ما كان في قلبه.
الالتزام: وهو في أبسط معانيه أن يكون همك سعادة الآخر، دائمًا ما تسعى لكي تسدد احتياجاته، حتى بدون أن يطلب منك لأن محبتك له تتضمن أن تأخد على عاتقك الإنصات لعمق احتياجه حتى ولو لم يصرح به.
الغفران: لا علاقة تخلو من الأخطاء لذلك لا علاقة تستمر دون غفران وتفهم لضعف الآخر وخذلانه لك في بعض الأحيان، فالمحبة الحقيقية دائمًا تغفر ودائمًا تعطي فرص ثانية.
لقد أحبنا السيد المسيح بهذه الطريقة وعلمنا أن نحب بعضنا بعضًا بنفس الطريقة فهل تسعى اليوم لإدراك وتقديم الحب الحقيقي.
فتش في داخلك عن نوعية الحب الذي تقدمه للآخرين.
افحص أركانه وأحرص على أن يشمل القبول غير المشروط والانفتاح والالتزام والغفران، ولسوف تختبر وقتها حبًا يحقق وصية الله لك.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.