إعداد: نبيلة توفيق
آية التأمل: “فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني” (متى 25:15)، “لا أطلقك إن لم تباركني” (تكوين 26:32).
ظلت المرأة الكنعانية تصرخ وراء يسوع إلى أن ضجر التلاميذ من صياحها.. لكنها في إصرار أتت وسجدت تسأله المعونة ودموعها الممزوجة بالمرارة تسبق طلبتها, فأجابها رب الحنان بكل قسوة ليوقظ إيمانها أكثر وأكثر قائلا: “ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنيين ويطرح للكلاب”. أي أنه لم يرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ووقت إظهار الرحمة للأمم لم يأت بعد.. وكم كان إيمانها عظيما إذ تقبلت ولمست القصد الصالح في لهجة يسوع وكلماته القاسية وسألته من خلال دموعها الساخنة وهي ساجدة أمامه أن يعطيها حتى من الفتات الذي يسقط من مائدة الأرباب..
حقاً.. كم هو عظيم إيمانها! وكم عظيم هو إصرارها على نوال طلبتها في تواضع وحب للسيد.. إنها تذكرنا بقصة يعقوب الذي ظل طوال الليل يصارع الملاك بإصرار أنه لن يتركه إن لم يباركه لينتصر في نهاية الأمر وينال البركة..
نعم لنا الوعد اطلبوا تجدوا.. لكن بإيمان غير مرتاب, فالإيمان شجرة تحمل أغصانها التواضع والصبر والمداومة على الصلاة دون يأس من رحمته والثقة في شخصه.. وقد تميز إيمان هذه المرأة بمثابرة لا تقهر.. فقد جاءت وهي مصرة أن تنال طلبتها, ولم تكن طلبتها مجرد محاولة لكنها كانت تتسم بالإصرار.. وكم من أناس عندما لا يتلقون إجابة سريعة يفشلون وينطفئ الإيمان والثقة بوعود الرب في قلوبهم.
إن الإيمان الذي يستحق نوال البركة.. إيمان مرتبط بالحب لشخص الرب الذي يتزايد مع القرب من يسوع إلى أن يصير سجودا وعبادة.. وهو إيمان يتصف باللجاجة والصبر الذي يكلله الرجاء، فيهب من خيراته للذين يسألونه.. نعم سيدي.. سأصارع وأصارع طوال الليل المظلم وحتى طلوع الفجر ولن أتركك ولن أطلقك إن لم تباركني.. آمين
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.