تعويض الابن عن غياب الأب

إعداد: بسمة قموه

تحتار بعض الأمهات اللواتي فقدن أزواجهن في الطريقة التي ستعوض بها عن غياب الأب. والقيام بدوره على أكمل وجه، لكي لا يشعر الطفل بالحرمان والفراغ العاطفي وخصوصا في مراحل عمره الأولى. والوصول إلى دخول مرحلة النضوج والرجولة بصورة سليمة ومتوازنة.

والكثير يحاول أن يغدق في الحب والعواطف، وتجاهل بعض الأمور التي تحتاج إلى عقاب وتوجيه حتى يضمنوا سلامة مشاعر الابن الذي يعيش بلا أب. والعكس صحيح حيث تلجأ بعض الأمهات إلى التشدد بالرعاية والمراقبة ووضع القوانين الصارمة على الأولاد. خوفا منها عليهم من التسيب وخصوصا مع غياب السلطة الأبوية. وهنا يقع المحظور حيث يجد الأولاد أنفسهم محرومين من حنان الأم المعهود الذي يحتاجونه في جميع مراحل عمرهم.

وقد وضح بعض الأطباء النفسيون عن خطورة التطرف في تبني أحد الموقفين السابقين، والرسالة التي وجهت للأم التي تعيش هذه الظروف هي:

ليس بمقدورك أيتها الأم الحريصة أن توفقي في أداء دوري الأم والأب بنجاح، وتلبي حاجة ابنك إليهما. ويجدر بك ترك دور الرجولة لسواك، كعم ابنك أو خاله ولا سيما عند تمتعهما بمشاعر الحنان والمسئولية تجاه الأولاد. فللأم دور المحبة المميز في حياة أبنائها. في حين يقوم الأب أو من ينوب عنه بالدور السلطوي التوجيهي. ويقتضي أن تتضح هذه الصورة جيدا في وعي ابنك ويقبل هذه السلطة المغموسة بالمحبة والاهتمام، حتى لا يصاب بتشوش ويرتبك في التمييز بين هذين الدورين الحيويين. لتكوين شخصيته الذكورية، لذا يرى الخبراء النفسيون تشجيعه على التماهي بصورة الرجولة التي يوفرها له هذا الشخص المقرب له. وقد كان قديما التهديد بعقاب الأب يعطي نتيجة أكثر من العقاب نفسه، وعلى هذا يجب أن يدرك الطفل النظام والسلطة في حياته لكي تحفظه من الجنوح والتمرد.

ومع كل هذا فأنت الشخص المهم في حياته، وقلبك هو مصدر الأمان له ولصحته النفسية. فلا تبخلي عليه بكل الحب الموجود عندك، وعبري عن ذلك بشتى الطرق وشجعيه دائما، ولكن لا تكوني الرجل في حياته!


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.