إعداد: بسمة قموة من كتاب تنمية المهارات الفردية لكين ويليامز
غالباً ما نجد أنفسنا في مواقف وحالات خسارة حيث يكون الحزن هو الاستجابة الطبيعية لهذه المواقف. وكثير مما نسميه “روح الحزن” قد يكون نتيجة تراكمات لأحزان سابقة لم تنته. والقدرة على التعامل مع الحزن أمر ضروري جداً للحياة والفرح عند الأوقات الصعبة. وعلينا أن نفهم الحزن، ليس بهدف التعامل مع حزننا فقط ولكن بهدف مساعدة الآخرين أيضاً في التعامل مع حزنهم. والحزن عادة يتطلب وقتاً، وغالباً ما نقلل من تقدير الوقت والمجهود اللازم لتناسي الأمور المحزنة. ويهتم الله بالحزن والحزونين، فهناك على الأقل 175 آية في الكتاب المقدس تتحدث عن الحزن والأسى، وهذه الآيات تتناول مواضيع عدة قد تكون سبباً للحزن، وتشير أيضاً إلى أن كل من أقانيم الله يمكن أن يحزن، فالأمر كذلك نتيجة طبيعية بالنسبة لنا.
يربط الناس عادة ما بين الحزن والموت، لكن الأمر ليس محصوراً بالموت فقط. فأي خسارة جدية يمكن أن تؤدي إلى الحزن، ونحن بحاجة للتعامل مع ذلك الحزن. ويمكن أن تكون الخسائر رئيسية أو ثانوية، والخسائر الرئيسية تشمل الموت، والمرض، والتهجير، والأذى الجسدي أو التغييرات الكبيرة. والخسائر الثانوية تكون تابعة للرئيسية، وهذه تشمل أموراً كخسارة السلطة أو السمعة أو الأمن أو التقدير. وهناك دورة طبيعية يدخل فيها البشر عند الحزن على خسارة ما، وقد لا يسير الجميع بالضرورة بنفس الترتيب. فباختلاف الناس يختلف مستوى انخراطهم في عناصر هذه الدورة، وليس هناك من وقت محدد لكل مرحلة، وقد يكون هناك أيضاً ميل لتجاوز بعض المراحل.
عناصر دورة الحزن يمكن أن تجمع في أربع مراحل:
ومن الضروري إلى حد ما الدخول في كل مرحلة، لكن ليس بالضرورة اختبار كل عنصر من مكونات المرحلة. والكثير من الناس يحاولون التوجه مباشرة من المرحلة الأولى إلى الرابعة لأنهم يريدون تجاوز مرحلة الشعور بالألم. كما سيحاول الكثير ممن يحاولون مساعدة شخص ما في حزنه أن يدفعوه للقفز من المرحلة الأولى إلى الرابعة مباشرة. وبعض الأمثلة على الأشياء التي قد يقولها الناس لتحقيق ذلك هي “كل شيء سيكون على ما يرام”، “حان الوقت لتجاوز الأمر”، “لا تنظر إلى الماضي بل تطلع إلى الأمام”، “هناك علاقات أخرى في حياتك”.
ومن الضروري أن تسمحي لنفسك باجتياز كل مرحلة من مراحل الحزن، فإن تخطيت مرحلة ما، فعلى الأغلب أنك ستعودين إليها في نهاية الأمر، وستستغرقين وقتاً أكبر في تجاوزها. وسنستعرض في الجزء الثاني كل مرحلة من مراحل الحزن، والعناصر المحتملة في تكوين كل مرحلة.