أين كلامك المملح؟

إعداد: مريانا هنديلة الربضي

لقد حثنا الرب يسوع على التحلي باستخدام الكلام الصالح لبنيان الآخرين وتشجيعهم دائما حين قال في (كولوسي 4: 6) “ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد”.  فلماذا في كثير من الأحيان لا يكون كلامنا هكذا كما أراده الرب، وتختبئ تلك الآية في جوف عميق جدا في داخلنا، نعم لماذا مع أننا نعرفها كثيرا ونحفظها عن ظهر قلب، ومرارا وتكرارا تلمع في أذهاننا لا نعمل بها؟ إنه الفتور الروحي لنا، وضعف إيماننا، وتغلب الظروف من حولنا علينا ونصرتها أمام إيماننا الروحي بالرب، فلماذا أخوتي وأخواتي؟ 

إنني لا أنكر أبدا أنني واحدة منكم كثيرا ما نسيت تلك الآية في حياتي، وكثيرا أيضا ما لمعت في ذهني وتذكرتها، ولكني لم اعمل بها ولم أطبقها أبدا!

للأسف الشديد نحن كذلك حين نضعف ونفتر روحيا، لا نطبق مقاصد الرب وكلامه في حياتنا.

بل قد نتمادى كثيرا ونبتعد أكثر وننسى أحيانا أننا كنا مؤمنين يوما من الأيام! لذا أخواتي، دعونا ننهض الآن معا ونتشجع من جديد تاركين الماضي وراءنا وتائبين عنه، وننظر إلى الأمام ممسكين بيد الرب وكلامه من جديد، فهناك تعزية لنا بأن “الوقت لم يفت بعد”!

إن الطعام يحفظ بالملح حتى لا يفسد ويخرب، وهكذا تماما يجب أن نحفظ كلامنا بالنعمة. لأنه إن لم يكن كلامنا مليء بالنعمة ومحفوظ بها. كيف سنعرف أن نتعامل مع كل واحد بحسب احتياجه، الحزين نواسيه، المتألم نشجعه، الساقط ننهضه بوعود الرب ونسنده بالحق الإلهي، الغضبان نعطيه سلام وراحة؟

إن الملح يمتاز بأنه يعطي للطعام مذاقه ويحفظه، ومن هنا كلامنا لابد أن يكون له طعم في حياتنا وسلوكنا وتعبيراتنا مع الآخرين ويحفظ حياتنا. وأيضا هو يلعب دورا أساسيا في تركيز الماء في الأنسجة ويثبت طعم المأكولات ويعوض الأملاح التي تبخرت أثناء الطهي. ومن هنا كذلك لابد أن يكون كلامنا متزنا وثابت “نعم نعم لا لا” ويبني الآخرين الذين عانوا وتجرعوا ظروف صعبة وواجهوا تحديات قاسية. 

علينا ألا نستهين بكل كلمة تخرج من أفواهنا وألا نحتقرها أو نقلل من شأنها ومن تأثيراتها.

لأن أهميتها بالغة وعظيمة جدا. ودليل ذلك قول الرب يسوع في (متى 12: 36) “ولكن أقول لكم أن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين”. أيضا من هذه الأهمية الخطيرة التي لكلامنا أن في يده أن يبني ويرفع كما جاء في (أشعياء 50: 4)، وكذلك بيده الحياة والموت (أمثال 18: 21). ويا للهول ما جاء في (متى 12: 37) أننا بكلامنا ندان وبكلامنا نتبرر! 

هل نظرتم وقرأتم معي قوة وخطورة هذا أي كلامنا، لذا ولو بادر إلى ذهنكم سؤال: ماذا نعم إذن؟ سأجيبكم أن يكون حال لساننا هو “يا رب اجعل حارسا لفمي. احفظ باب شفتي” (مزمور 141: 3). 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.