إعداد: ربى عباسي
مع بداية هذا العام نتذكر الحوادث والاختبارات التي مررنا بها خلال الاثني عشر شهراً الماضية. منها ما هو جميل يولد فينا عبيراً من التفاؤل ومنها ما هو محزن يبعث فينا جواً من القلق والخوف. يتوق الإنسان أن يعيش في خير وأمان وأن يحصل على كل ما هو حسن. تنبع رغبته هذه من طبيعته الأنانية. لم نتعلم كيف نواجه الألم والفشل والمفاجآت الغير سارة مما يجعلنا نلوم الله والآخرين من حولنا على كل ما يصيبنا.
والآن وبينما نحن ما نزال في بداية عام جديد يجدر بنا أن نتوقف للحظة ونتساءل هل نريد أن نستمر هكذا كما نحن محبطين وتائهين لا رجاء لنا؟ أم نرغب في أن نتغير ونبدأ بداية جديدة تتصف بالتفاؤل والتسليم لله القدير الذي يعرف خفايا قلوبنا؟
يقال أن 90% من وقتنا يصرف بعمل أشياء وقتية لا قيمة لها و10% فقط من الوقت نصرفه في عمل أشياء ذات قيمة وبناءة. إذا أردنا أن نعرف ما يريده الله منا يجب أن نعمل على تحقيق هدف الله في حياتنا حتى وإن فشلنا في بعض المهمات التي نقوم بها.
لنفحص أنفسنا ونقييم سلوكنا وأفكارنا وأفعالنا، ولنتوقف عند النقاط التي نريد أن نغيرها في حياتنا ونأخذ تصميماً جدياً في العمل على تحقيقها. عندئذ نستطيع أن نتعهد أمام الله بأن يكون هو محور حياتنا وهدفنا. وهو سيمنحنا القوة لكي نقاوم كل ذكريات متشائمة وكل فشل وكل خطية ما زالت تؤثر علينا “لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح” (2 تيموثاوس 1: 7).
ولنتذكر أخيراً أنه ليس مهماً حجم المهمات التي نقوم بها بل أن نعمل ما هو الأهم. كما تقول المقولة “إن الناس لا يهتمون بما نعلم لحين يعلمون كم نحن نهتم بهم.”