الحزن إلى أين؟ الجزء الثاني

إعداد: بسمة قموه عن تنمية المهارات الفردية د. كين ويليامز 

تكلمنا في الجزء الأول عن الحزن كحالة لا بد أن يمر بها الإنسان، وسنكمل الشرح عن مراحل الحزن بالتفصيل:

المرحلة الأولى:

التأثير الأولي وهذه هي الاستجابة الطبيعية الأولية للأشخاص الذين يواجهون خسارة فادحة.

  1. الصدمة: تكون الخسارة أحياناً فادحة لدرجة تتعطل فيها أحاسيس الشخص العاطفية ويكون الألم أكبر من أن يحتمل. والصدمة عبارة عن محاولة لشراء الوقت حتى يتمكن الشخص من استيعاب كامل النتائج.
  2. فقدان الإحساس: فقد يبدأ الشخص بالتحديق بالفراغ أو قد يبدو عليه الخلو من العاطفة أو عدم الاهتمام، وذلك بعكس ما هو الواقع. 
  3.  الإنكار: وهذه طريقة أخرى لإبعاد أنفسنا عن الألم ريثما نستطيع احتماله. وقد يقول الشخص شيئاً مثل “لا يمكن أن يكون هذا حقيقة!” أو “لا بد أن هناك خطأ ما”. والأشخاص الذين قد يبدو عليهم أنهم يتعاملون بشكل جيد مع خسارتهم قد لا يزالون تحت تأثير الصدمة أو فقد الإحساس أو في حالة الإنكار.
  4. الانفجار العاطفي: وقد يكون لدى البعض ردة فعل قوية يعبر عنها بالصراخ أو العويل، مع استهلاك الكثير من الطاقة، وهذا بمثابة احتجاج على ما حصل.
المرحلة الثانية:

الصراع مع الألم، وفي هذه المرحلة يبدأ الشخص الحزين بالشعور بالتأثير الكامل للألم لكنه يرفض قبوله، فهو لا زال يحاول تجنبه.

  1. الغضب: يغضب الناس عادة على المجرم أو الضحية، أو على شيء أكثر عمومية، كالحكومة أو بعض الأجناس. وقد يغضب بعض الناس مع الله أو مع أنفسهم. وقد يغضبون على العائلة والأصدقاء القريبين، ويمكن أن يصبح الشخص ذا طبع مرير ومكروه إن علق في هذه المرحلة.
  2. الخوف: وقد يكون الخوف محدداً مما قد حدث، أو قد يكون عاماً تجاه أشخاص أو أشياء أو مواقف.
  3. البحث: وهذا ينطوي على طرح تساؤل “لماذا حصل ذلك؟” وقد يكون هناك بعض المساومة مع الله مثل “إن عوضت لي خسارتي، فسأخدمك”.
  4. عدم التنظيم: ويكون الشخص هنا فاقداً للتركيز، وقد يعاني من مشاكل في الذاكرة أو بعضاً من الارتباك.
المرحلة الثالثة:

مواجهة الألم مباشرة. وفي هذه المرحلة يبدأ الشخص باختبار الألم بشكله الكامل، حيث يبدأ هنا فعلاً بممارسة مظاهر الحزن رغم أن ما يبدو عليه قد يكون أسوأ.

  1. الذعر: قد يختبر الشخص حالة كبيرة من التوتر تصل حد الرعب والفزع.
  2. الذنب: وقد يكون الشعور بالذنب غامراً في هذه المرحلة. وقد يلوم الشخص لما كان بالإمكان أن يفعله أو أن لا يفعله.
  3. الوحدة: الشعور الطاغي بالوحدة قد يداهم الشخص وقد يقوله لنفسه “لا أحد يفهم” أو “أنا لوحدي في هذا الأمر” أو “لم يسبق لأحد أن مر في مثل هذا الظرف”.
  4. الانعزال: وهنا يرغب الشخص بالانسحاب من كل شيء وعن أي شخص.
  5. الاكتئاب: سيكون لدى الشخص شعور كبير بالأسى، وعدم الاكتراث واليأس والتقدير المنخفض للذات. ويكون الشخص ميالاً للبكاء وذا طاقة قليلة وقد تراوده الأفكار بالانتحار. وقد يتطور لدى الشخص أعراض الاكتئاب المرضي (إن استمر في هذه الحالة لأكثر من أسبوعين على الأقل).
  6. مشاكل إعادة التأقلم: وهنا يبدأ الشخص بمحاولة الخروج من عزلته والبدء بالاختلاط. لكن مع شعوره بالارتباك والاختلاف مما يؤدي إلى الانسحاب ثانية.
المرحلة الرابعة:

الحياة الجديدة، لن يعود الشخص الحزين أبداً إلى ما كان عليه قبل الخسارة. لكن هنا يصبح الحاضر والمستقبل اكثر إلحاحاً من الماضي ويبدأ الخلط شيئاً فشيئاً ما بين ألم الخسارة وبعض الاستمتاع بالحياة.

  1. علاقات وأنماط حياة جديدة: وفي هذه المرحلة يبدأ الشخص بتحديد ما سيكون المعنى لحياته من خلال علاقات وأنماط جديدة في الحياة.
  2. الأمل: وهنا يطوى شعور اليأس ويبدو المستقبل واعداً.
  3. الثبات: يراود الشخص شعور جديد حول نفسه وما يستطيع أن يفعل في الحياة التي أمامه.
  4. مساعدة الآخرين: الإحساس بالحاجة يتحول إلى إدراك لحاجات الآخرين، ويصبح الشخص محفزاً بشكل جديد لمساعدة الآخرين.

ولكن في كل هذا علينا أن نعي تماما أن الله الذي سمح باجتياز هذا الحزن. هو الذي سيخرجك منه بقوة كبيرة إذا تعاملت أنت مع موضوع الحزن بحالة من الاتكال والتسليم لله كما فعل أيوب في محنته وأعلن عن رحمة الله وعنايته. يقول أيوب في (أيوب 10: 12) “منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي”.