اذكر خالقك

ناهده قعوار 

آية التأمل: ” فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور” (جامعة 12: 1) 

اعرفوا هذه في زمان الشباب وإلى آخر العمر. توجد قوة في المسيح، وفيه الكفاية لكل ما يريدكم أن تفعلوه، ولكل حالة يريدكم أن تكونوا عليها. بعد الإيمان وسكنى الروح القدس فيكم لا سيادة للخطية عليكم. لكن الجسد لم يزل فيكم ويبقى إلى نهاية الحياة. والساق القديمة تحاول أن تخرج براعمها، ولكن يجب أن يخرج منها ثمر الله. الطبيعة الجديدة هي وحدها التي تثمر لله. 

لا تفكروا بالجسد (الطبيعة القديمة) لمجرد أنها ما زالت فيكم، بل فكروا دائما في المسيح ليزداد نموكم في معرفته، وبالتالي يزداد فرحكم فيه. وأصارحكم أن فرحي في الرب الآن أضعاف أضعاف فرحي فيه يوم أن عرفته أول مرة. ذلك لأن الماء المتدفق من أعلى التل يبدو منظره جميلا ويسمع صوته هادئا، ولكنه عندما يجري في السهل المنبسط يكون أعظم عمقا وهدوءا وأنفع في الاستعمال لدى الجميع. 

احذروا اذا ابتسم العالم لكم. إنه يبتسم لكي يجتذبكم إليه. إنه يعطي وعودا لا يقدر أن يحققها. والواقع أن قلب المؤمن أكبر جدا من أن يملأه العالم، لكنه أصغر جدا من المسيح الذي يملأ السماوات. وإذا حل المسيح في قلوبكم فالشبع والفيض لا بد من نصيبكم. 

عيشوا مع الله فتعرفوا حقيقة القلب البشري. إنه خداع ودائما يرغب في أي شيء مهما كان تافها وصغيرا لكي يستغني به عن المسيح. هذا تتعلمونه بالنعمة وأنتم مع الله وإلا فإنه هذا عينه ما تتعلمونه بالمرارة والحزن وأنتم مع الشيطان والجسد. يفرح الله بكم إذا رآكم راجعين إليه بقلوبكم مهما طالت فترة الغباوة التي سلكتم فيها وراء غوايات الشيطان ومطامع الجسد. إنه على استعداد لإزالة الصدأ من على قلوبكم. إن محبته كثيرة وفوق الإدراك البشري. وحسنا ترتعبون من الخطية. لكن احترسوا من أن تخطئوا إلى الله بالشك في محبته. إنه يحبكم إلى المنتهى. 

إذا تحولت قلوبكم عن المسيح إلى شيء آخر فإنكم تبتعدون عن مصدر قوتكم. وإذا ملأ المسيح قلوبكم وعيونكم فلن يكون لشيء من أمور الدنيا أية قيمة مهما غلا في نظر الناس. تكلموا مع الرب يسوع كما تتكلمون مع صديق عزيز، لأنه يحبكم وقد غسلكم من خطاياكم بدمه. 

بالطبيعة نحن نحب كالملاح في السفينة أن نتهادى على مياه هادئة. وأن تدفع سفينتنا ريح حنون. لكن هذا لا يصنع منا ملاحين مهرة. وبالاختبار، تلك النفوس التي تكون وحدها في تجاربها إذا كانت تلتصق بالرب في عزلتها، فإنها تجني في هذه الوحدة أشهى وأنفع الثمار الروحية أكثر من الآخرين. لأن الآخرين يتمتعون بثمر إيمانهم. أما المنفردون مع الله فيقاسمون الله ما يملك. 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.